سنة 2023..سنة الإنجازات في مجال كرة القدم المغربية بامتياز

0 1٬035

تميزت سنة 2023، بإنجازات كبيرة في رياضة كرة القدم المغربية، خصوصا فئتي (أقل من 17 سنة و أقل من 23 سنة)، و المنتخب الوطني النسوي ، و اعتراف قاري و عالمي لا سيما من خلال اختيار المملكة لتنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 و كأس العالم 2030، في إطار الترشيح المشترك مع إسبانيا و البرتغال.

و هكذا، تأكد خلال هذه السنة التطور الذي تعرفه كرة القدم الوطنية، الذي يعد ثمرة ورش ملكي هيكلي يهدف إلى جعل المملكة قبلة لاحتضان الأحداث و التظاهرات الكبرى و الارتقاء بالرياضة بشكل عام و كرة القدم بشكل خاص، لجعلها قاطرة للتنمية الاجتماعية و الاقتصادية بالمغرب.

و توج هذا المسار الكبير بتسليم جائزة التميز التي منحها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لسنة 2022 إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مارس الماضي، بالعاصمة الرواندية، كيغالي، ما يكرس أهمية المكانة التي يحتلها المغرب في إفريقيا، و لجهود المملكة المغربية في مختلف المجالات، خاصة الرياضة.

و سلطت الجائزة الضوء على الرؤية الملكية التي ترتكز على تطوير البنيات التحتية و التكوين، خاصة من خلال إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم و مركب محمد السادس لكرة القدم، علاوة على بناء و تأهيل الملاعب لتكون في مستوى المنافسات القارية و الدولية المنظمة بالمغرب.

و أكسبت هذه الدينامية المملكة المغربية اعترافا دوليا بجهودها الرامية لتطوير كرة القدم، خصوصا على مستوى البنية التحتية و تدبير المنافسات.

و في هذا الصدد، يأتي اختيار المغرب لتنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025، و كأس العالم 2030، إلى جانب إسبانيا و البرتغال، و هما الحدثان اللذان سيمنحان العالم فرصة اكتشاف التقدم، الذي حققه المغرب في مختلف المجالات.

و عملت المملكة على استثمار موقعها الجغرافي الاستراتيجي و رأسمالها البشري، من أجل اندماج إقتصادها بشكل أفضل في محيطه الإقليمي و الدولي.

و يعكس اختيار المغرب لإستضافة بطولة أمم إفريقيا 2025، المكانة الكبيرة التي تتمتع بها المملكة على مستوى البنيات التحتية الرياضية و الطرقية و الفندقية، و هي مؤهلات كانت وراء نجاح العديد من الأحداث التي نظمتها المملكة.

و شكل الترشيح المشترك للمملكة مع إسبانيا و البرتغال لإستضافة كأس العالم 2030، في رسالة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، لجلالته، مبادرة ذات بعد استراتيجي، تعد سابقة في تاريخ كرة القدم، ستحمل عنوان الربط بين إفريقيا و أوروبا، و بين شمال البحر الأبيض المتوسط و جنوبه، و بين القارة الإفريقية و العالم العربي و الفضاء الأورومتوسطي.

و على المستطيل الأخضر، تألقت المنتخبات الوطنية في فئتي الشباب و منتخب السيدات بأدائهم الرائع في مختلف التظاهرات الكروية.

و هكذا، فاز المنتخب الوطني المغربي لأقل من 23 سنة، لأول مرة في تاريخه، بكأس الأمم الإفريقية، التي نظمت بالمملكة، (24 يونيو إلى 8 يوليوز)، بتغلبه على نظيره المصري حامل اللقب، (2-1 بعد الوقت الإضافي) في الرباط، و هو إنجاز ينضاف إلى النجاحات الأخيرة لكرة القدم الوطنية، التي تواصل تألقها على المستوى القاري و العربي و الإفريقي.

و ضمن أشبال الأطلس، حضور الكرة المغربية للمرة الثامنة في تاريخها في الألعاب الأولمبية وشرفوا القميص الوطني، بفوزهم بلقب يعكس التطور الملحوظ الذي تعرفه كرة القدم الوطنية.

و سطر المنتخب الوطني، بتحقيق هدفيه (التأهل للألعاب الأولمبية باريس 2024 و التتويج الإفريقي) خلال هذه البطولة، و التي حققت نجاحا على جميع المستويات، صفحة مشرقة جديدة في تاريخ كرة القدم الوطنية.

من جهته، نال المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم النسوية الإعجاب خلال كأس العالم للسيدات 2023، التي نظمت في أستراليا و نيوزيلندا (من 20 يوليوز إلى 20 غشت)، بتأهله إلى دور ثمن نهائي المسابقة.

و حظي المنتخب الوطني لكرة القدم النسوية، في أول مشاركة له في هذا العرس الكروي العالمي كأول منتخب عربي يشارك في كأس العالم للسيدات، باحترام العالم من خلال تأهله التاريخي للدور الثاني.

و على الرغم من الخروج من المنافسة أمام المنتخب الفرنسي، إلا أن لاعبات المنتخب الوطني، تميزن خلال هذه المشاركة بالشجاعة و التنافسية و قوة الشخصية.

و شكلت الريمونتادا التي حققتها اللبؤات في المجموعة الثامنة بعد الهزيمة (6-0) أمام ألمانيا، بطلة العالم مرتين، واحدة من أكثر الأحداث إثارة في كأس العالم، حيث أبرزت للعالم فريقا مغربيا شجاعا قادرا على خوض التحديات.

و في ما يخص فئة أقل من 17 سنة، شرف المنتخب الوطني الألوان الوطنية بعد تأهله الرائع إلى الدور ربع النهائي لبطولة كأس العالم، التي نظمت في إندونيسيا خلال الفترة الممتدة ما بين الـ 10 من نونبر إلى 2 دجنبر.

و حقق هذا المنتخب إنجازا تاريخيا بمشاركته الثانية في كأس العالم لهذه الفئة. و بعد وصوله إلى دور الـ16 خلال مشاركته الأولى في كأس العالم سنة 2013 بالإمارات العربية المتحدة، بصم على إنجاز جديد بفضل هذا التأهل إلى الدور ربع النهائي في إندونيسيا.

و بعد هذا الإنجاز التاريخي في كأس العالم، واصل أشبال المدرب سعيد شيبا مسارهم الرائع بعد أن صنعوا الحدث خلال كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، التي أقيمت في ماي الماضي بالجزائر، بالصعود إلى النهائي.

و في كرة القدم داخل القاعة، دخل المنتخب الوطني التاريخ بفضل سجله الاستثنائي و فوزه القياسي بلقب كأس العرب لكرة القدم داخل القاعة الثالثة على التوالي، التي نظمت من 6 إلى 16 يونيو، بالمملكة العربية السعودية.

و واصل المنتخب الوطني الصدارة على الساحة العربية بعد أن رفع السقف على منافسيه خلال النسخ الثلاث الأخيرة من مسابقة كأس العرب.

و أصبح أسود الأطلس، بعد التفوق بشكل كبير على المنافسين، الفريق الأكثر تتويجا بالمسابقة منذ النسخة الأولى التي أقيمت سنة 1998، بعد فوزهم باللقب في 2022 ضد العراق (3-0) وفي 2021 على حساب مصر (4-0).

و كتب المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة التاريخ بين 2016 و 2023، بإنجازات ستبقى خالدة في الذاكرة، أبرزها بطولة الأمم الإفريقية في نسختي 2016 و 2020، و كأس العرب ثلاث مرات (2021 و 2022 و 2023)، و كأس القارات في 2022، فضلا عن بلوغ دور ربع النهائي لكأس العالم، كما احتل منتخب الشبان المرتبة الثانية في كأس العرب 2022.

و تعد هذه الإنجازات ثمرة التأطير التقني و الروح التنافسية التي يتمتع بها اللاعبون، الذين أظهروا مستوى بدني و تقني عالي، و حس كبير بالمسؤولية، فضلا عن عزم قوي على تمثيل كرة القدم الوطنية أحسن تمثيل.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.