طاطا..إنتعاشة كبيرة لقطاع التمور في شهر رمضان

0 57

بمناسبة شهر رمضان الكريم يعرف قطاع التمور بإقليم طاطا إنتعاشة كبيرة، حيث يسجل إقبالا متزايدا على هذه المادة، بإعتبارها من العناصر الرئيسية التي تتصدر المائدة الرمضانية نظرا لقيمته الغذائية، و لإرتباطه بقيم و عادات و تقاليد إجتماعية متوارثة.

و يمتاز إقليم طاطا بإنتشار واحات النخيل، و التي تثمر أنواعا مختلفة من التمور تجعل من الإقليم من أهم مدن المملكة التي تشتهر بإنتاج التمور الجيدة، و التي يتم تسويق كميات هامة من هذا الإنتاج على الصعيدين المحلي و الوطني.

و تشهد الأسواق المحلية رواجا كبيرا و إنتعاشا في المبيعات مع وفرة المنتجات من التمور بجميع أنواعها، فعلى سبيل المثال يوجد نوع يسمى “المجهول”، يحصد بعناية تامة تمرة بتمرة، و يتميز بحجمه الكبير و غلاء سعره، في حين تحصد الأنواع الأخرى بقطع فروع النخيل و يتم تجميعها بعد سقوطها.

و في تصريح للصحافة، أبرز محمد الفوغي، بائع تمور بمدينة طاطا، أن التمر بجميع أنواعه متوفر بالسوق و يكثر الإقبال على أنواع معينة، موضحا أن الأسعار تختلف بإختلاف الأنواع و جودتها حيث يعد شهر رمضان هو الموسم الحقيقي لهم.

و أكد أن تجارة التمور تعد ثروة طبيعية لفلاحي هذه المنطقة الذين يزرعون فيها النخيل بوسائل حرفية، لافتا إلى أن النخيل يعتبرونه شجرا مباركا يدر عليهم دخلا و يمكنهم إقتصاديا.

و من أجل مواكبة هاته الإنتعاشة و تثمين هذا المنتوج، تم تأسيس تعاونية فلاحية، أطلق عليها إسم تعاونية “كرين إكران” الفلاحية و هي المكلفة بتسيير وحدة “تكزميرت” لتثمين التمور بإقليم طاطا.

و تهدف هذه التعاونية إلى تثمين و تسويق حوالي 400 طن من التمر سنويا، و تحقيق رقم معاملات يناهز 16 مليون درهم و خلق مناصب شغل قارة و حوالي 2700 يوم عمل موسمي.

و لقد حددت التعاونية جملة من الأهداف تم تسطيرها في نظامها الأساسي ستكون محور أشتغالها من بينها ثتمين التمور و مشتقاته، الرفع من جودة التمور من أجل تسويقها بأثمنة مناسبة و كذا تمكين الفلاحين من تخزين التمور للحفاظ على جودتها.

و في هذا الصدد، قال رئيس تعاونية “كرين إكران”، مبارك كفا، أن التعاونية تساهم في النهوض بالقطاع الفلاحي بالإقليم و مواكبة التطور التكنولوجي للوصول إلى منتج صحي و سليم و بأفضل المواصفات الغدائية، مع تأهيل و تشغيل أكبر عدد من الايادي العاملة و السعي لتطوير و تدريب الموارد البشرية.

و أضاف أنه خصص لبناء هذه الوحدة، التي تهدف إلى تحسين جودة التمور و تسهيل وصولها إلى الأسواق الوطنية و الدولية و تكوين و خلق فرص شغل للمنتجين الصغار خاصة النساء، غلافا ماليا يقدر بـ 15 مليون درهم، ممول في إطار شراكة بين وزارة الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية و المياه و الغابات و برنامج تحدي الألفية.

و أشار إلى أنه تم تجهيز هذه الوحدة بالمعدات التقنية و معدات التبريد و سلسلة المعالجة، الغسل بالتجفيف، الفرز، التغليف، التخزين، معدات المختبر و معدات الشحن، كما تم تزويد الوحدة بمولد كهربائي و ألواح و نظام الطاقة الشمسية.

تجدر الإشارة الى أن واحة طاطا تعتبر من أكبر و أهم الواحات بالجنوب الشرقي بالمغرب، و يعد إنتاج التمور النشاط الإقتصادي الأبرز لساكنة الإقليم .

و تشكل تجارة التمور بصفة عامة، و خلال شهر رمضان خاصة، رافعة للتنمية الإجتماعية و الإقتصادية لواحات طاطا، و تمكن كذلك من تحسين مستوى معيشة الساكنة المحلية، مؤكدة دور نخيل التمر في الحفاظ على الواحات و تنميتها.

و يعتبر نخيل التمر من الزراعات التي عمرت بالمغرب لقرون من الزمن، إذ يعد سابع منتج للتمور في العالم، من خلال توفره على حوالي 453 نوعا، و تراهن المملكة على إنتاج 300 ألف طن من التمور مع حلول سنة 2030، ما سيمكنها من تصدير 70 ألف طن في أفق السنة ذاتها.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.