مراكش..تسليط الضوء على دور الإعلام في التنمية الثقافية

0 285

سلطت ندوة نظمت السبت بمراكش في إطار الدورة ال15 للمعرض الجهوي للكتاب، الضوء على مكانة و دور الإعلام في التنمية الثقافية، و ذلك في ظل التطورات التي يعرفها هذا القطاع بفضل التكنولوجيا الحديثة.

و شكلت هذه الندوة التي نظمتها المديرية الجهوية للتواصل بمراكش آسفي حول موضوع “أدوار الإعلام في التنمية الثقافية”، بمشاركة ثلة من الأساتذة الجامعيين و الباحثين، مناسبة لتقوية جسور التعاون بين الإعلام و الثقافة، و ترسيخ تكامل الأدوار بين الفاعلين، من أجل إعلام وطني مسؤول و مساهم في التنمية الثقافية المستدامة.

و أكد المتدخلون في هذه الندوة على الدور الذي يضطلع به الإعلام في تعزيز ثقافة حقوق الانسان، و تسليط الضوء على السياسات العمومية ذات الصلة بالجانب الثقافي، و إبراز الحضارة و الهوية المغربية و الحفاظ عليها أمام التحديات التي تفرضها ظاهرة العولمة.

و أشارت المديرة الجهوية لقطاع التواصل بجهة مراكش -آسفي، نفيسة بلبركة، إلى أن موضوع الندوة يكتسي أهمية متزايدة في ظل ما يشهده المجتمع من تحولات و تزايد الحاجة إلى إعلام مسؤول ومؤثر يواكب دينامية التنمية، و يسهم في ترسيخ قيم الإنفتاح و التعدد و المواطنة.

و أكدت في هذا السياق، على ضرورة تفكير الفاعلين في الحقلين الإعلامي و الثقافي في سبل تطوير الإعلام ليواكب المشهد الثقافي المغربي، و يعزز إشعاعه على المستويين الوطني و الدولي، بإعتباره نافذة على التنوع الثقافي بالمملكة و رافعة لإشعاع صورتها في العالم.

من جانبه، أبرز أستاذ التعليم العالي بجامعة القاضي عياض، إدريس لكريني، أن التكنولوجيا الحديثة و إتساع شبكة الأنترنيت فتحت فرصا مذهلة أمام الإعلام، مبرزا أن الإعلام الرقمي بإمكانياته أصبح يساهم بشكل واضح و فاعل على مستوى تقديم المعلومات، و أيضا في التأثير في توجهات الرأي العام.

بدوره، أشار أستاذ علم الإجتماع بجامعة القاضي عياض، ياسين عبار، إلى أن التحولات الرقمية و الإعلامية فرضت وجود جنس إعلامي آخر جديد يتمثل في الإعلام المجتمعي، موضحا أن هذا الأخير ساهم في دمقرطة الولوج إلى المعلومة الذي يعتبر شكلا من أشكال حرية التعبير.

و أضاف أن الإعلام المجتمعي من شأنه أن يشكل إعلاما للقرب قادر على التفاعل مع البرامج التنموية المحلية و برامج التهيئة الحضرية وغيرها، معتبرا أن هذا النمط الإعلامي بإمكانه العمل على توفير أدوات للنهوض بالثقافة المحلية.

و تطرقت باقي التدخلات للتحديات التي يواجهها الإعلام بكل أصنافه للإضطلاع بمسؤوليته، مشددة على أهمية مواكبة الجانب القانوني للتطورات التي يعرفها المشهد الإعلامي خاصة الإعلام الرقمي، و ذلك لإرساء و تعزيز أخلاقيات مهنة الصحافة و ترسيخ ثقافة صحفية تقوي مصداقية هذا القطاع.

و تضمنت الندوة مناقشة عدة مواضيع من بينها “الإعلام الرقمي و ثقافة حقوق الإنسان”، و “التكوين الإعلامي الصحافي و دوره في التنشئة الثقافية”، و “دور الإعلام في مواجهة تحديات العولمة”، و “الإعلام المجتمعي..الوظائف الإجتماعية و الأدوار الثقافية”.

و تأتي هذه الندوة إمتداد الرواق قطاع التواصل المقام بالمعرض الجهوي للكتاب (21 – 27 ماي)، و الذي يعرض إصدارات و مطبوعات توثيقية متنوعة، في مقدمتها مقتطفات مختارة من الخطب الملكية السامية، و مواد تعريفية بخدمات القطاع، و منشورات في مجالات الصحافة و الإلتزام المهني، و كذا وثائق إعلامية تسلط الضوء على قضايا وطنية كبرى ذات بعد إستراتيجي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.