إقليم طاطا..القطاع التعاوني قاطرة لتثمين إنتاج الحناء

0 175

يلعب القطاع التعاوني دورا مهما في جهود تثمين سلسلة الحناء بإقليم طاطا، بإعتبارها منتوجا محليا ذا قيمة إقتصادية عالية، يساهم بشكل ملموس في تحسين دخل النساء القرويات و تعزيز دينامية التنمية المحلية المستدامة.

و شهد هذا النشاط الفلاحي، خلال السنوات الأخيرة، نموا ملحوظا في إقليم طاطا المتسم بإنتشار الواحات، و ذلك بفضل المبادرات التي يتم القيام بها لتطوير هذه السلسلة الفلاحية، و ذلك بهدف، على الخصوص، تثمين و تسويق هذا المنتوج المجالي.

و ينتظم الفلاحون المهتمون بإنتاج الحناء في إطار تعاونيات و مجموعات ذات النفع الإقتصادي، و هي من المبادرات التي تم إتخاذها لتحقيق تأطير جيد للفاعلين في هذا القطاع، و تعزيز قدراتهم و تحقيق هدف إستدامة الإنتاج، سواء من الناحية الكمية أو الجودة، بالإضافة إلى تمكين الفلاحين من الحصول على قدرة تنافسية جيدة.

وفي هذا الصدد تندرج تعاونية “زاكي للفلاحة الطبيعية” التي تشرف على تسيير” دار الحناء” الواقعة بجماعة فم زكيد (إقليم طاطا)، و التي تهدف إلى تثمين منتوج الحناء المحلي، الذي تشتهر به المنطقة بجودته العالية، و ذلك في إطار جهود تعزيز سلاسل الإنتاج الفلاحي و دعم الفلاحين المحليين.

و قد بلغت تكلفة بناء هذه الدار، التي أنجزها المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي بورزازات، ما يناهز 2,3 مليون درهم، في حين بلغت كلفة تجهيزه حوالي 1,3 مليون درهم، بتمويل من المديرية الإقليمية للفلاحة بطاطا.

و تروم التعاونية من خلال “دار الحناء” تثمين منتوج الحناء بالمنطقة و تحسين ظروف عمل المنتجين المحليين، من خلال توفير فضاء مجهز بمعدات حديثة لمعالجة و تعليب هذا المنتوج.

و في تصريح للصحافة، أوضح رئيس تعاونية “زاكي للفلاحة الطبيعية “حسن مكي ، أن “دار الحناء” بفم زكيد تمثل لبنة أساسية في مسار تثمين منتوج الحناء، الذي تتميز به المنطقة على الصعيد الوطني، مشيرا إلى أن المشروع يندرج في إطار دينامية تنموية تروم الرفع من القيمة المضافة للحناء المحلية.

و أضاف أن عملية التثمين تمر عبر عدة مراحل متكاملة، إنطلاقا من استقبال أوراق الحناء الخام من عند الزبناء، مرورا بمرحلة التنقية، ثم الطحن، فالتعليب و التخزين، لتطرح بعد ذلك في السوق في شكل منتوج نهائي معد للتسويق.

من جهته، أكد عبد اللطيف بوجوطة، أحد منتجي الحناء بالمنطقة، أن المنتجين المحليين كانوا يعانون في السابق من صعوبات كبيرة في معالجة الحناء، حيث كانت تطحن يدويا بإستعمال الرحى، و هي عملية مرهقة و تستغرق وقتا طويلا، كما أنها لا تضمن الجودة المطلوبة.

و أشار إلى أن إحداث هكذا تعاونيات ساهم في تجاوز هذه الإكراهات، من خلال توفير معدات عصرية تمكن من طحن كميات كبيرة بجودة عالية، و في وقت وجيز، مما يشجع الفلاحين على رفع مستوى الإنتاج.

و هكذا، يساهم القطاع التعاوني في إنعاش الإقتصاد المحلي، و خلق فرص شغل مباشرة و غير مباشرة، إضافة إلى تحسين دخل الفلاحين، و النهوض بقطاع الحناء كرافعة للتنمية الإقتصادية و الإجتماعية بفم زكيد و المناطق المجاورة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.