مراكش تحتفي بتنوع التراث المغربي في ليلة ساحرة من الفلكلور و الموسيقى

0 312

عاشت ساحة مولاي الحسن بمراكش، مساء أمس السبت، ليلة ساحرة من الفلكلور و الموسيقى عكست تنوع التراث المغربي، و ذلك ضمن فعاليات الدورة الـ54 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

و وسط أجواء إحتفالية و حضور جماهيري من سكان مراكش و زوارها، تعاقبت على المنصة فرق فنية من مختلف جهات المملكة، قدمت لوحات موسيقية و إستعراضية تنهل من عمق التراث المغربي و تبرز غناه و تنوعه الثقافي.

و إستمتع الجمهور بعروض كانت بمثابة فسيفساء فنية تأسر الحواس، بدء من إيقاعات “كناوة” العريقة، و رقصات “الكدرة” المميزة من جهة كلميم واد نون، مرورا بفن “تسكوين” من إقليم شيشاوة، و “أحيدوس” تغسالين، و وصولا إلى “الركادة” بوجدة، و “أقلال السيف” من زاكورة، و “أحواش” قلعة مكونة و إيمنتانوت.

و شكلت هذه الأمسية، التي غمرتها ألوان اللباس التقليدي و أنغام الطبول و الزغاريد، مناسبة لترسيخ الثقافة الشعبية في الذاكرة الجمعية، و تقريبها من الأجيال الجديدة ومن السياح الذين تفاعلوا بإنبهار مع هذه الكنوز اللامادية.

و في تصريح للصحافة، أكد رئيس فرقة “بن يعلى” لفن الركادة بوجدة، سعيد المقدمي، أن المشاركة في هذا المهرجان تمثل فرصة ثمينة للتعريف بتراث الجهة الشرقية و الحفاظ عليه من الاندثار، مذكرا بأن المهرجان يعد من أبرز التظاهرات الفنية الوطنية التي تتيح تبادل التجارب بين الفرق، و تسهم في تطوير الفنون الشعبية عبر الأجيال.

من جهتها، أبرزت فاطمة أمين، عن مجموعة “أحيدوس” تغسالين، في تصريح مماثل، أن هذا الحدث يشكل “عرسا وطنيا سنويا” يلتقي خلاله عشاق الفلكلور لتقديم ما تختزنه ذاكرتهم الجمعية من رقصات و أهازيج ولباس تقليدي، مؤكدة أن الحفاظ على روح هذا الفن لا ينفصل عن مواكبته لمستجدات العصر.

أما منسق فقرات المهرجان بمنصة ساحة مولاي الحسن، عزيز أبو الصواب، فأشاد بالتطور التنظيمي الذي عرفته هذه التظاهرة عبر دوراتها المتعاقبة، مؤكدا أن شعار الدورة الحالية، “التراث اللامادي في حركة”، يعكس التعدد الثقافي المغربي، و يجسد في الآن ذاته وحدة الأمة وقيمها القائمة على الانفتاح و التعايش.

و تتواصل فعاليات المهرجان، المنظم من قبل جمعية الأطلس الكبير بشراكة مع وزارة الشباب و الثقافة و التواصل (قطاع الثقافة) و بدعم من مجلس عمالة مراكش، و مجلس المدينة، و مجلس جهة مراكش آسفي، و جماعة المشور القصبة، بتقديم مجموعة من العروض الرسمية بقصر البديع، إلى جانب عروض فنية بكل من ساحة مولاي الحسن بباب الجديد، ساحة الكركرات، و سينما الفن السابع.

كما تشهد الدورة لقاء خاصا مع “ليلة النجوم” يوم 7 يوليوز، حيث ستقام سهرة فنية تحتفي بتلاقح الأنماط الموسيقية عبر مزج الفن الكناوي بالأهازيج الإفريقية، إلى جانب تكريم الفنانة سعيدة شرف في لحظة إحتفاء بالمرأة المغربية و بالموسيقى الأصيلة كنوع من أدائها الفني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.