عيد العرش..رؤية ملكية رائدة من أجل مغرب متقدم و مزدهر

0 81

يحتفل المغاربة في 30 يوليوز المقبل بعيد العرش المجيد. و هي مناسبة للإحتفاء، بكل فخر و إعتزاز، بالرؤية الإستباقية، و المتبصرة، و الرائدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، و التي جعلت من المملكة بلدا صاعدا، متقدما و مزدهرا.

و يشكل الإحتفال بعيد العرش المجيد لحظة قوية تجسد الوحدة الوطنية، و مناسبة للوقوف على التقدم الذي حققته المملكة، و التطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا في ظل التلاحم المكين و الثابت بين العرش العلوي المجيد و الشعب المغربي الأبي.

و تحل ذكرى إعتلاء جلالة الملك العرش هذه السنة، في وقت بدأت فيه المملكة تجني ثمار 26 سنة من العمل الدؤوب، في إطار مشروع حداثي تمت بلورته تحت قيادة ملك متبصر.

فقد مكنت مجموعة من المشاريع المهيكلة من إحداث تحولات عميقة بالمغرب على المستويات الإقتصادية، و الإجتماعية و الثقافية و الرياضية و المؤسساتية، و ذلك بفضل دينامية الإصلاحات التي شملت جميع القطاعات الحيوية في مجموع التراب الوطني، و هو ما أكده رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق خوسيه لويس رودريغيز ثباتيرو في حديث للصحافة بمدريد حيث قال إن المملكة تعد اليوم، أكثر من أي وقت مضى، “نموذجا في التحديث الإقتصادي و الإجتماعي و المؤسساتي”.

و بالفعل، فقد أضحت المملكة تتوفر على بنيات تحتية حديثة في مجالات متنوعة من قبيل الطرق السيارة و السريعة، بشبكة تمتد لأزيد من 2000 كيلومتر، و التي يتوقع أن تصل إلى 3000 كيلومتر في 2030، و خط للقطار فائق السرعة، الأول في إفريقيا، و موانئ مثل طنجة المتوسط، المصنف من بين أفضل 20 ميناء للحاويات في العالم و الأول على مستوى البحر الأبيض المتوسط و القارة الإفريقية، فضلا عن المشاريع الطموحة لمينائي الناظور غرب المتوسط و الداخلة الأطلسي.

و في مجال الطاقة و الإنتقال الطاقي، أصبح المغرب، برأي الملاحظين، قطبا رائدا على المستويين الإفريقي و العالمي في مجال الطاقات المتجددة، حيث يتوفر على محطات للطاقة الشمسية و الريحية، و مشاريع طموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

إقتصاديا، أصبح المغرب قطبا صناعيا و لوجستيا ذي سمعة عالمية، لاسيما في القطاعات ذات القيمة الإستراتيجية الكبرى من قبيل صناعة السيارات و الطيران، و الصناعات الغذائية.

فالمملكة توجد اليوم في موقع جيد لولوج نادي أفضل 50 دولة في تصنيف البنك الدولي “ممارسة الأعمال” (دووينغ بيزنيس).

هذا المجهود الجبار تواكبه إصلاحات هامة على المستوى الإجتماعي و في مجال التنمية البشرية، و هو ما يؤكد الحس الإنساني و الإجتماعي لجلالة الملك، الذي ما فتئ يولي إهتماما بالغا لهذا المجال قصد جعل الفئات الإجتماعية المحرومة تستفيد من ثمار التنمية.

و في هذا الصدد أكد الخبير الجيوسياسي الفرنسي فريدريك إنسيل في حديث خص به الصحافة بباريس أن المغرب يشهد، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، دينامية تنموية “مبهرة” تجعل منه، دون أدنى شك، “بلدا صاعدا حقيقيا”.

و تندرج مواصلة برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و تعميم التغطية الإجتماعية في صلب هذا الجهد الإجتماعي، الذي هم أيضا المشاريع الرائدة لمراجعة مدونة الأسرة، و رقمنة الخدمات العمومية و إصلاح قطاع التعليم.

من جهة أخرى، نجح المغرب منذ إعتلاء جلالة الملك العرش، في تعزيز مكانته الجيو – سياسية، من خلال دبلوماسية مؤثرة، حازمة و إستباقية، مكنت المملكة من مضاعفة نجاحاتها فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة.

و هكذا، أشاد الباحث في القانون الدستوري و السيناتور البلجيكي السابق، فرانسيس دولبيريه، في حديث خص به الصحافة ببروكسل، بالنجاحات الدبلوماسية التي حققتها المملكة بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، و التي مكنت من حشد دعم واسع، لاسيما من قبل القوى العالمية الكبرى، لصالح حل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، على أساس مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب.

و شهدت القضية الوطنية الأولى، خلال السنوات الأخيرة، تطورات هامة بفضل الزخم القوي و الإنخراط المباشر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أرسى أسس الموقف المغربي بشأن قضية الصحراء المغربية.

فبعد الولايات المتحدة الأمريكية، جاء دور إسبانيا و فرنسا، و مؤخرا المملكة المتحدة، للإنخراط في هذه الدينامية الدولية.

و في المجمل، أعربت ما لا يقل عن 123 دولة عن دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي.

و على مستوى القارة الإفريقية، تواصل المملكة جهودها من أجل تعزيز حضورها و صورتها في القارة، كبلد إفريقي يعمل من أجل الأفارقة.

فبعد العودة المظفرة إلى الإتحاد الإفريقي في 2017، ما فتئ المغرب يضاعف المبادرات لصالح إفريقيا، و التي تظل أهمها المبادرة الملكية الأطلسية الرامية إلى تيسير ولوج دول منطقة الساحل إلى المحيط الأطلسي و مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية و كذا أن أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي.

و تعد الرياضة أيضا من المجالات التي نجح فيها المغرب في السنوات الأخيرة.

و تؤكد النتائج التي حققها الأبطال و المنتخبات الوطنية توهج الرياضة المغربية بفضل الرؤية الملكية المتبصرة.

فالمغرب، الذي أبهر العالم كأول بلد إفريقي و عربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم سنة 2022 في قطر، يراكم الإنجاز تلو الآخر، سواء في المسابقات الرياضية أو من حيث البنيات التحتية التي أنشأها و برامج التدريب الرياضي التي ينخرط فيها.

و كنتيجة مباشرة لهذه المكانة التي أصبحت تحظى بها الرياضة الوطنية، تم إختيار المملكة من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لإستضافة كأس العالم 2030، في إطار تنظيم مشترك مع كل من إسبانيا و البرتغال. و هي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم هذه المسابقة العالمية بين قارتين، ما يشكل تأكيدا على دور المغرب كحلقة وصل بين الشمال و الجنوب.

و في هذا الصدد، أعرب السيد ثاباتيرو عن ثقته في قدرة المغرب على إستضافة كأس العالم 2030 بنجاح بمعية إسبانيا و البرتغال، مسلطا الضوء على “الإحترافية” و “البنيات التحتية” التي تتمتع بها المملكة، فضلا عن “شغف” الشعب المغربي بكرة القدم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.