بالداخلة، مركز يضمد جراح الإدمان

0 275

أحدث بمدينة الداخلة مركزا متخصصا في مكافحة الإدمان يواكب مسارات الحياة التي أنهكها الإرتهان الناتج عن الإدمان، و بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أصبح هذا المركز يمثل فضاء للإستماع و التوجيه و إعادة الإدماج للشباب و الكبار في وضعية هشاشة.

لقد تم إحداث المركز في إطار برنامج دعم الأشخاص في وضعية هشة و يستفيد من الدعم المالي السنوي من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و تشرف عليه جمعية البشائر للتربية و التنمية المستدامة.

و يندرج هذا المشروع في إطار الدينامية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بهدف جعل الإنسان في قلب التنمية. و يشكل مركز الداخلة مثالا ملموسا على ذلك، إذ يقدم استجابة للقرب ترتكز على الوقاية و المواكبة الإجتماعية و إعادة الإدماج.

و يشتمل هذه البنية على عدة وحدات، من بينها وحدة اليقظة، و وحدة الإستماع و التوجيه النفسي و الإجتماعي، و وحدة الاتصالات المسؤولة عن تلقي طلبات المستخدمين، بالإضافة إلى المواكبة التي يقدمها المساعد الإجتماعي.

و في تصريح للصحافة، أشارت مديرة مركز علاج الإدمان، فاطمة مرواني، رئيسة جمعية “البشائر”، إلى أن هذه البنية، التي تدعمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تعمل على التحسيس بمخاطر الإدمان على المخدرات و مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، لاسيما الأطفال و الشباب.

و أوضحت أن المركز يعتمد على مقاربة مندمجة تجمع بين الإستماع و التوجيه و الدعم النفسي و إعادة الإدماج، و يشرف عليه فريق متعدد التخصصات يضم أخصائيا نفسيا و مساعدا إجتماعيا و مستشارا قانونيا، موضحة أن المركز يعتمد على أساليب غير دوائية من خلال الأنشطة الرياضية و التعليمية.

و أشارت السيدة مرواني إلى أن النتائج نوعية بالنسبة للمستفيدين الذين أعربوا عن رغبتهم في التغيير، و ذلك بفضل المواكبة المهيكلة، مضيفة أن المركز يخصص جهوده الآن على الوقاية في صفوف الأطفال، من خلال أنشطة التوعية بين الأقران.

من جانبه، أكد المنسق الجهوي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية و رئيس قسم العمل الإجتماعي بولاية جهة الداخلة وادي الذهب، صالح نفاع، أن المركز يمثل رافعة أساسية للوقاية و مواكبة الشباب الذين يواجهون السلوك الإدماني.

و تابع أن المركز يعمل بمثابة مساحة مرجعية للإستماع و التوعية، مشيرا إلى أن الخلايا المتخصصة تسمح بمواكبة المستفيدين بشكل مستهدف.

بالنسبة للعديد من الشباب الذين تمت مواكبتهم، كان المركز بمثابة منعطف في مسارهم، حيث أفاد البعض بأنهم تمكنوا من إستئناف دراستهم أو الإلتحاق بالتكوين المهني، و بالتالي إستعادة آفاقهم للمستقبل.

و يندرج هذا المشروع في إطار دينامية وطنية تدعمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من خلال برنامجها لصالح الأشخاص في وضعية هشاشة. و قد تم إحداث هياكل مماثلة في العديد من مدن المملكة، و لا سيما في آسفي و الدار البيضاء و تطوان، بشراكة مع السلطات المحلية و المجتمع المدني.

و تعكس هذه المبادرات التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المستمر بالتنمية البشرية الشاملة، و وضع كرامة و إعادة إدماج الفئات الأكثر هشاشة في صلب العمل العام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.