العيون..الدعوة إلى إعداد ميثاق أطلسي أفريقي للتعاون و التكامل في أفق 2026 (ندوة)

0 387

دعا المشاركون في الندوة الدولية الافريقية الأولى حول التنمية بجهة العيون الساقية الحمراء، أمس الأحد، إلى إعداد ميثاق أطلسي أفريقي للتعاون و التكامل في أفق سنة 2026.

و أكدوا خلال الجلسة الختامية لهذه الندوة المنظمة تحت شعار “من الساحل إلى المحيط الأطلسي : العيون – الساقية الحمراء كمنصة إدماج ترابي و قاري”، على ضرورة إرساء هذا الميثاق كإطار للتنسيق الإقتصادي و الإداري بين دول المحيط الأطلسي لتعزيز الشراكة.

و خلال هذا اللقاء، الذي تزامن تنظيمه مع الإحتفال بالذكرى السادسة و العشرين لعيد العرش المجيد، حث المشاركون على دعم الجوانب القانونية و التقنية من أجل تفعيل هذا التكامل، من خلال تشريعات موحدة و نزع الطابع المادي عن الخدمات.

و في هذا الصدد، دعا المشاركون إلى توحيد الأنظمة الجمركية و الإدارية لتحسين نقل البضائع عبر الحدود و داخل المنطقة الأفريقية الأطلسية.

و شددوا على ضرورة جعل جهة العيون-الساقية الحمراء منصة أفريقية للتفكير و التخطيط الإستراتيجي، و نقطة التقاء للديناميات الترابية و الإقتصادية على المستوى القاري.

و في هذا السياق، دعوا إلى تعزيز حضور المغرب في المنطقة الأفريقية الأطلسية، و ترسيخ مكانته كفضاء حيوي للتعاون و التكامل، وفق ا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تعزيز الإنفتاح على أفريقيا.

كما دعا المتحدثون إلى إنشاء “مرصد أطلسي” مقره العيون، مسؤول عن تتبع و تنفيذ المشاريع و تقييم أثرها الجيو- إقتصادي، و كذا المساهمة في تشخيص مؤشرات التنمية.

و أكدوا ضرورة تطوير آليات فعالة للتتبع و التنسيق الجهوي من أجل التنفيذ الأمثل للمبادرة الملكية لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، مع إشراك مراكز التفكير في هذا التوجه الإستراتيجي.

و شددوا على أهمية الإستثمار العابر للحدود، مؤكدين ضرورة تعبئة الموارد المالية اللازمة من خلال شراكات بين القطاعين العام و الخاص لتسريع وتيرة المشاريع الكبرى ذات الطابع الجهوي و القاري، و إحداث صناديق إستثمار مشتركة لضمان دعم و تمويل المشاريع العابرة للحدود في مجالات متعددة، مثل النقل و الطاقة و الإقتصاد الأزرق.

كما دعوا إلى تعزيز الإستثمار الخاص في مشاريع البنيات التحتية و اللوجستية، مؤكدين على أهمية الشراكات الجهوية و الدولية لإنشاء مناطق للتجارة الحرة و اللوجستية تربط منطقة الساحل بالمحيط الأطلسي.

و سلط المشاركون الضوء على أهمية تعزيز رأس المال البشري، و كذا أهمية التكوين الأكاديمي و المهني، داعين إلى إحداث أكاديمية مشتركة للتكوين أفرو-أطلسية، قادرة على توفير التكوين في مجالات متنوعة، مثل الأمن البحري، و التجارة، و الطاقة، و التحول الرقمي.

و أكدوا بالمناسبة ضرورة تقوية قدرات الكفاءات الأفريقية، من خلال التبادل الأكاديمي، و البحث العلمي، و برامج التعاون بين الجامعات المغربية و الأفريقية، داعين إلى تعزيز الشراكات جنوب-جنوب، بما يحقق مصلحة الجميع، بين الدول الأفريقية، مع الإنفتاح على دول أمريكا اللاتينية.

و تميزت هذه الندوة، التي حضرها نخبة من الأكاديميين و الباحثين المغاربة و الأفارقة، بتقديم مجموعة من المداخلات، من خلال ست ورشات تمحورت حول ” الحكامة و الديناميات الترابية و التكامل الجهوي “، و “الربط اللوجيستيكي و التسويق وديناميات ريادة الأعمال”، و “الحكامة التنظيمية و الأداء و التحول الرقمي”، و “القدرات الترابية و المرونة، و التحولات الايكولوجية “.

و شكل اللقاء المنظم، على مدى يومين، بمبادرة من غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات بجهة العيون الساقية الحمراء، و بشراكة مع شعبة علوم التسيير بكلية العلوم القانونية و الإقتصادية و الإجتماعية بمراكش، و مختبر الدراسات متعددة التخصصات في البحث و الدراسة في التدبير و القانون المقاولاتي، فرصة لطلبة الدكتوراه و الباحثين بتقديم أوراقهم البحثية التي تركز على مواضيع التنمية الإقتصادية المتعلقة بجهة العيون الساقية الحمراء و الأقاليم الجنوبية للمملكة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.