الصويرة على موعد مع المؤتمر العالمي السادس حول التغيرات المناخية

0 91

إنطلقت الخميس بالصويرة، أشغال الدورة السادسة للمؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية بمشاركة أزيد من 50 خبيرا من المغرب و الخارج، إلى جانب ممثلي مؤسسات عمومية و خاصة، و باحثين و فاعلين جمعويين و طلبة.

و يهدف هذا الحدث، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على مدى ثلاثة أيام من قبل المركز الدولي للأبحاث و تقوية القدرات بشراكة مع جامعة القاضي عياض بمراكش و بدعم من العديد من المؤسسات الدولية المرموقة، إلى إستكشاف الحلول المبتكرة و المستدامة في مواجهة التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية، و التبادل حول السبل الكفيلة بضمان انتقال طاقي عادل و خاصة في البلدان الإفريقية.

و أوضحت رئيسة المركز الدولي للأبحاث و تقوية القدرات، خلود كاهيم، في إفتتاح هذا المؤتمر، أن هذه الدورة الجديدة تأتي إستمرارا للدينامية التي تم إطلاقها في المؤتمرات السابقة، و لاسيما مؤتمر 2024 المخصص لإزالة الكربون و الذي مكن من تحديد حلول ملموسة لتحقيق الحياد الكربوني و إبرام إتفاقيات إستراتيجية لتحقيق الإنتقال الطاقي بالمغرب و إفريقيا.

و أبرزت في هذا الصدد، أن دورة 2025 تطمح إلى توسيع نطاق التفكير ليشمل أبعادا مهمة أخرى لمكافحة التغيرات المناخية، من خلال التطرق للجوانب المتعلقة بالتكيف، و الخسائر و الأضرار، و كذا تعزيز صمود المجالات الترابية في وجه التغيرات المناخية.

و ذكرت بأن “مؤتمر كوب 29 المنعقد بباكو سنة 2024، أكد على ضرورة مضاعفة التمويل المناخي لفائدة البلدان النامية في أفق 2035، من أجل تعزيز قدراتها على التكيف و التخفيف من آثار التغيرات المناخية”، معتبرة أن “هذه الإلتزامات تفتح آفاقا جديدة و تدعو إلى عمل ملموس بين الفاعلين الحكوميين و العلميين و من القطاع الخاص، لترجمة السياسات المناخية إلى حلول ملموسة و مستدامة”.

من جانبه، أبرز ستيفان بوفاري، المدير العام ل”ENERGIES 2050″ و هي منظمة بيئية شريكة لهذا الحدث، أهمية هذا المؤتمر الذي يشكل مناسبة لمناقشة دعامات الإبتكار، و التعاون و إيجاد حلول في مواجهة التغيرات المناخية”، مشيرا إلى أن “النقاشات لن تقتصر على البحث العلمي، و لكن ستتناول أيضا الجوانب الجيو سياسية و الإقتصادية و المجتمعية للإنتقال الإيكولوجي”.

كما أعلن بوفاري، أن خلاصات هذا المؤتمر سيتم عرضها خلال قمة “كوب 30 ” المرتقب تنظيمها من 10 إلى 21 نونبر المقبل ببيليم بالبرازيل، من أجل المساهمة في التفكير العالمي بشأن آليات التمويل، و التكيف مع التغير المناخي، مشيدا من جهة أخرى، بالأهمية الرمزية للصويرة “المدينة المنفتحة، الغنية بتراثها و بروح الحوار، و التي تجسد قيم السلام و التسامح و التعاون” التي يسعى هذا المؤتمر إلى النهوض بها.

من جهة أخرى، تابع الحضور جلسة حول موضوع “المناخ و العلاقة بين الماء و الطاقة و التغذية” حيث تقاسم العديد من المتدخلين خبراتهم حول آليات تقوية صمود النظم البيئية و المجالات الترابية في مواجهة التغيرات المناخية و لاسيما عبر إبتكارات علمية.

و في هذا السياق، شدد وزير التعليم العالي و البحث العلمي التونسي السابق، شهاب بودن، على أهمية إعتماد مقاربة مندمجة تربط بين المياه و الطاقة و الغذاء، بإعتبارها “نظاما مترابطا يعد أداؤه الجيد ضروريا لضمان صمود المجالات الترابية و الأمن الغذائي في مواجهة التغيرات المناخية”.

من جانبه، إستعرض عبد الحميد الحاج، مسؤول بالوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر الأركان، حلولا ملموسة لفائدة الواحات و المناطق الجافة، مبرزا ممارسات فلاحية مستدامة و مبادرات محلية تعزز من صمود المجتمعات مع الحفاظ على النظم البيئية الهشة.

بدوره، توقف خالد تمسماني، المدير الإستراتيجي لمنصة Science Policy for Climate Urgencies””، عند تحديات الإنتقال الطاقي، مستعرضا الإستراتيجيات الوطنية لتطوير الهيدروجين الأخضر و الطاقات المتجددة.

كما تطرق للدور المحوري للتخطيط المندمج و الشراكات الدولية لبلوغ أهداف الحياد الكربوني.

و أجمع متدخلون آخرون على التأكيد على ضرورة إتخاذ إجراءات ملموسة و شاملة، تشارك فيها السلطات العمومية و العلماء و فاعلي المجتمع المدني، من أجل ترجمة الإلتزامات المناخية إلى حلول ملموسة و مستدامة على أرض الواقع.

و يتضمن برنامج هذا المؤتمر المهم مجموعة من الجلسات العامة بمشاركة متدخلين رفيعي المستوى، و جلسات علمية، و زيارات ميدانية، بالإضافة إلى ورشات موضوعاتية تتناول ثلاثة محاور رئيسية، و هي إزالة الكربون، و الصمود المناخي، و العدالة المناخية.

و من بين اللحظات المهمة في هذه الدورة، لقاء بعنوان “”Meet a Leader”، حيث سيتاح للطلبة فرصة التبادل مع شخصيات مرموقة حول ثلاثة محاور كبرى تتمثل في “الذاكرة و الجسر الثقافي”، و “الرؤية و الريادة”، و “الأثر و المستقبل”، مما يعزز تبادل الخبرات و يلهم الجيل القادم من صناع القرار و الفاعلين في مجال التغييرات المناخية.

و ستختتم هذه الدورة بمنح “جائزة CI2C للتميز في التواصل حول البحث المناخي”، و هي مبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على مواهب الباحثين الشباب المغاربة القادرين على تحويل العلم إلى حوار و فعل، من خلال إيصال أعمالهم بوضوح و إبداع و شغف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.