قصبة أكذز

0 1٬827

kasbah-agdezالموقع:

 

carte-kasbah-agdezتقع هذه القصبة في أكذر إقليم زاكورة المتواجد في الجنوب الشرقي للمغرب و بالضبط بين مدينتي ورزازات و زاكورة السياحيتين ،يحيط بها من كل جانب جبال أهمها سلسلة الأطلس الصغير سميت أكدزبهده التسمية نسبة أن الكل كان يرجحها إلى الوظيفة التي كانت تؤديها،حيت أن الاسم حرف من كلمة الكدس إلى الكذز ،فالكدس في الجدر اللغوي من كدس يكدس تكديسا بمعنى جمع يجمع تجميعا تجمعا،عدد سكانها 8000 ن غالبيتهم يتكلمون الأمازيغية .

تقع قصبة أكذز المسماة بقصبة “الحد” بين أكذز و أسليم و هي في الأصل عبارة عن ساحة كبيرة توجد بها برك مائية حيت أن الناس كانوا يرمون الأزبال فيها. لكن رغم ذلك فقد جعلتها الساكنة مقر اللعب بما يسمى “بتاقورا “.

سمي “بالحد” لأنه يقام به سوق في يوم الأحد، كما يعتبرساحة يقام بها أحواش ، فمن الناحية الشكل المعماري، فإنها تمتاز بمعمار فريد من نوعه، لكونها مبنية بطريقة محكمة ومزخرفة على الطراز الروماني ،مستطيلة الشكل، مساحتها تقدر 14 كلم مربع، تحتوي على البوابة الرئيسية و على أربعة أبراج، و علو كل واحد يقدر بحوالي12  متر. بالإضافة إلى ستة ساحات و التي تسمى” أرجبي”.

فيما يخص السقف (القصبة)، فقد ثم تسقيفه عن طريق القصب وجذوع النخل حيث تتوفر على أبواب مزخرفة بنقوش ورسوم و نوافذ مقوسة.

تمتاز هذه القصبة المبنية خصوصا بالتراب المدكوك و الحجارة إلى عدة خصائص من بينها:

  1. v     تكيفها مع الشروط البيئية والمناخية .
  2. v     انصهارها وتكاملها مع المناظرة الطبيعية المحيطة بها
  3. v     بساطة و قدم الأساليب المعمارية المستعملة
  4. v     تناسق أجزاءها و أحجامها
  5. v     الدقة في النقوش و الزخاريف التي تكسوه

ظروف و طريقة بناء القصبة                                                                 

 

kasbah-agdez-1لقد أمدتني الرواية الشفوية المحلية بأن هذا المكان(القصبة) كان في البداية عبارة عن سوق للقبائل و كان يتسوق فيه يوم الأحد، أما في باقي الأيام فكان عبارة عن مجالا للهو و الترفيه، خاصة الفئة الصغيرة إذ أنهم يتمتعون بلعب لعبة تدعى بتاقورى أو الكرة.

أما طريقة بناءه فقد بني بعرق جبين الساكنة؛ حيث كانت الأشغال مقسمة بين المعلمين، و كان على رأسهم شخص يدعى السي الصديق، وكان لكل معلم خدامه، أما ساعات العمل فكانوا يبدؤون العمل منذ الصباح الباكر إلى حين غروب الشمس، و كان ذلك مصاحبا لمجانية العمل؛ فالعامل لا يتقاضى أجرة مقابل عمله لا نقدا و لا عينا، بل فقط يتضمن التغذية، و ما يفرض على أهل الدواوير تقديم التغذية للمستخدمين، و إن فكر في رفض العمل يلاقي عقاب القايد ( التهامي الكلاوي ).                                                                                                                           

و من بين ما روي في هذا الصدد أن رجلا أمره القايد بحمل صخرة كبيرة جدا من منطقة تبعد عن منطقة البناء (القصبة) قرابة 30 كيلومتر، فهب الرجل لتلبية لأمر سيده، و نظرا لبعد المسافة فإن المنطق يستدعي وقتا طويلا لإيصال الصخرة. إلا أن القايد لم يكن مقتنعا بذلك المنطق؛ حيث غضب من جراء تأخره، فأمر أعوانه بقتل الرجل بالصخرة نفسها.         

 

تاريخيا:

 

kasbah-agdez-2 تحول قصبة أكدز من قصبة ثراتية إلى معتقل سري:                                      

بعد جلاء الاستعمار عن المنطقة، تحولت القصبة إلى معتقل سري غير نظامي و فيه تم إيداع المئات من ضحايا الاختطاف و الاختفاء القسري بين سنتي 1975 و 1984، لكن بعد إحداث مجموعة من التغيرات على القصبة، بما فيها إغلاق مجموعة من الأبواب، مع وضع سلك مشوك كي لا يستطيع أحد الهروب بالإضافة إلى مجموعة من التغيرات داخل الغرف بما فيها تضييقها.                                                                                                    

ظروف المعتقلين داخل قصبة أكدز( المعتقل ):                                                                                   

kasbah-agdez-3حالة الاعتقال رهيبة و سيئة؛حيث يجبر المعتقلون على البقاء باستمرار في وضعية ثابتة، إما قعودا أو جلوسا، و كذا معصوبي العينين و مكبلي الأيدي، كي لا يعرفوا من أين أتوا و إلى أين سيذهبون. أضف إلى ذلك سوء التغذية و تلوث المياه, و كانت الزنازن مقرا لهم؛ إذ لا يسمح لهم بالذهاب إلى أماكن النظافة، أما الاستحمام فلا يكون إلا بعد شهور عديدة و يكون غالبا جماعيا في وقت وجيز، و هذا ما يتسبب في انتقال الأمراض بينهم، الشيء الذي أدى إلى وفاة العشرات الذين ذفنوا في المقبرة المجاورة للمعتقل؛ حيث أن عملية الدفن تكون بالليل و بطريقة سرية دون غسل الميت.              

           

شكلت قصبة أكدز، إحدى  الأعمدة التي شهدت سنوات الجمر و الرصاص؛ إذ احتجز فيها مجموعة من المواطنين الأبرياء الذين يسعون إلى الحرية و الحياة في زمن تحكمه الأموات و ذهبت فيه أرواح لم تدق طعم الحياة.                 

 

بقلم محمد مرابط

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.