رصد فريق من العلماء توهجا منتشرا لأشعة “غاما” بالقرب من مركز مجرة “درب التبانة”، التي تقع فيها المجموعة الشمسية، و يقتربون على الأرجح من تأكيد وجود ما يسمى ب”المادة المعتمة”، و هي مادة غير مرئية يعتقد أنها تشكل ما يزيد على ربع الكون، وفق دراسة نشرت أمس الخميس.
و قال عالم الكونيات، جوزيف سيلك من جامعة جونز هوبكنز في ولاية ميريلاند الأمريكية، و هو أحد المشاركين في هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة “فيزيكال ريفيو ليترز”، أن “فهم طبيعة المادة المعتمة المنتشرة في مجرتنا و الكون بأكمله هو أحد أكبر المشكلات في الفيزياء”.
و أوضح أن “النتيجة الرئيسية الجديدة التي توصلنا إليها هي أن المادة المعتمة تتناسب مع بيانات أشعة غاما، على الأقل مثل فرضية النجم النيوتروني المنافسة”.
من جهته، قال موريتس ميكيل مورو من جامعة تارتو و معهد لايبنيز لفيزياء الفلك في مدينة بوتسدام الألمانية، إن “المادة المعتمة لا تصدر إنبعاثات أو تحجب الضوء، ولا يمكننا إكتشافها إلا من خلال تأثيراتها، المرتبطة بالجاذبية، على المادة المرئية”، مضيفا أنه “على الرغم من إجراء بحوث على مدى عقود، لم تكتشف أي تجربة حتى الآن جسيمات المادة المعتمة بشكل مباشر”.
و يتشكل كل شيء مرئي في الكون من “المادة العادية” التي يمكن رؤيتها في أطوال موجية مختلفة، مثل الأشعة تحت الحمراء و الضوء المرئي و أشعة “غاما”، لكن “المادة العادية” ذاتها لا تشكل سوى نحو خمسة في المائة من الكون.
أما “المادة المعتمة”، التي لا تمتص أو تعكس أو تبعث أي ضوء، فيبدو أنها تشكل نحو 27 في المائة من الكون مع وجود مكون غامض آخر يسمى “الطاقة المظلمة” يمثل حوالي 68 في المائة المتبقية.
و يثق العلماء بوجود “المادة المعتمة” بسبب تأثيراتها المرتبطة بالجاذبية على نطاق واسع في الكون، لكن بسبب طبيعتها، يصعب إثبات وجودها.
و لوحظت الزيادة في أشعة “غاما” في منطقة تبعد بحوالي 26000 سنة ضوئية عن الأرض. و السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام واحد، أي 905 تريليونات كيلومتر.