رسائل صامتة :الكاريكاتور نموذج لمأساة ضاحكة

0 364

كما هو معلوم فهناك وسائل كثيرة لتعبير عن الفرد سواء ما يحس به تجاه ذاته او اتجاه غيره وما يتخبط به من المشاكل في مختلف المجالات وإلى جانب الكتابات ا لأدبية بشتى أنواعها هناك نوع التزم الصمت لكي يعبر وينقل تجربة او يحكي بصمت عن اشكال تستحق الدراسة .

انه فن الكاريكاتور فكما برع فيه الأوربين فالعرب بالعموم لهم نصيب وافر من هذا الفن الصامت الذي يعبر عن فورة غضبهم بالملموس وهو كذا لك يحمل بين آحضانه رسائل صامتة مليئة بأنواع البؤس االمعانات والمشاكل التي تتخبط فيها فئة ما من المجتمع .

إن مصطلح كاريكاتور يعني الغلو والمبالغة والشحن أو بورترية يحمل سمات غالبا ما تكون مضحكة وهزلية ومثيرة للسخرية والفكاهة والهزء والتهكم او مستهجنه في تقديمها الذات بشكل شنيع ومشوه ومبالغ فيه وخلف خاصية الهزلية ضرب من القدح اللاذغ لانها سلاح خطير .

وبشكل موسع يعني الكاريكاتور اظهار الشيء او موقف او شخص بمظهر مضحك يقدمه على غير ما هو عليه بهدف النقد السياسي أو الإجتماعي اما انه نظرة هيجائية مغرضة للحياة السياسية و الاجتماعية ،أما في الادب فهو وصف فكاهي او هيجائي بالطرق نفسها :شحن وتضخيم ومبالغة في الشيء

في الغالب الكاريكاتور صورة صامتة ونقد لاذغ لفئة ما سواء كانت من الطبقة البورجوازية أو البروتالية وعادة هذا الفن ينتقد بعض الشخصيات السياسية في الغالب وهذا النقد يشمل صورته الخلقية إما عن طريق التشويه والسخرية من الصورة في قالب مضحك قائم على الاستهزاء محاولا من خلال هذا التشويه خلق نوعا من ردود الفعل من طرف المتتبعين لشأن السياسي . يحاول الكاريكاتور بجهد نقل تجربة معيشية محاولا من خلالها وضع اشكالا حول الشخصية المستهزء بها ،

من المتعارف عليه فنيا أن فن الكاريكاتور صدامي أصلا, يرفض الحياد وينحاز بالأساس إلى الفقراء والمسحوقين والمستغلين, إنه تحريضي تتحدد مهمته في تعرية الحياة بكل ما تعني الكلمة. الكاريكاتور ينشر دائما الحياة على الحبال وفي الهواء الطلق, وفي الشوارع العامة… إنه يقبض على الحياة أينما وجدها لينقلها إلى سطح الدنيا حتى لا مجال لترميم فجواتها ولا محال لتستير عوراتها إلا أن هذه المهمة يظل تحقيقها رهينا بموقف الفنان الكاريكاتوري ذاته ومناخ حرية الرأي داخل مجتمعه, بحيث لا يمكن تحقيق التواصل مع القراء إلا عبر الصحف والمجلات, ومن هنا ندرك محنة المنابر المحتضنة للفنانين الكاريكاتوريين مع الرقابة عبر العصور. ولا نظن أننا في حاجة إلى استعراض مجموعة من التجارب في هذا الصدد لإثبات ذلك، من هنا ظل الكاريكاتور فضاء أوسع ورحب للتعبير عن كل ما يخالج الفرد ،وأصبح الأن سلاح العصر تستعمله جل الوسائط الإعلامية ضمن برامجها المتنوعة وهناك من يقول ان الشعب السليم والصحي والقوي هو وحده من يملك القدرة على الضحك من نفسه والتند ر بها ،وهنا نقصد بالضحك القدرة على رسم صورة كاريكاتورية معبرة عن الوضع الذي يعيشه الفرد في قالب مضحك همه الوحيد الفضح وتعرية الواقع ،لكن للأسف لازال هذا الفن في الظل وقلة من تتقنه اضافة إلى غياب تقافة كاريكاتورية ساخرة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.