أخي المغربي: # أُسجُدْ_واقْتَربْ

0 431

أخي المغربي: أُسْجُد واقتربْ، أخي المغربي لنَسْجُد لله ونقْتَربْ من الله. ونعمل على إصلاح بلادنا دون إفساد ولا تخريب.

كيف يمكن للعَلماني (الذي يعيش في المغرب الإسلامي) أن يقود ثورة مؤسساتية -التي نحن بحاجة حقيقية لها، ولكن بخلاف الطريقة العَلمانية- أو يشارك فيها دون أن يقوم بأعمال تخريبية وفساد واعتداءات على مَنْ هُمْ أضعَف منه ؟؟؟

 

*** هذا العَلماني المتَعَصّب هو الذي يَتَزَيَّى بزَيّ من إخواننا المغاربة الأمازيغ الأبطال === فيظهر التطرف

*** هذا العَلماني المتَعَصّب هو الذي يَتَزَيَّى بزَيّ من إخواننا المغاربة الصحراويين الأشاوس === فيظهر التطرف

*** هذا العَلماني المتَعَصّب هو الذي يَتَزَيَّى بزَيّ من إخواننا المغاربة العرب الكرماء === فيظهر التطرف

 

كيف يمكن ذلك ؟ ودينه ومبادئه العَلمانية تجرّده من كل الأخلاق، وتجعل منها العدو الأول ومن الأديان السماوية، وهي المصدر الأول والوحيد للأخلاق، العدو الأكبر…. لأن الأخلاق حسب هذا الدين الحداثي الغريب (العَلمانية) تقف في وجه الحرية !!! ولكن اسألوهم عن نوع الحرية التي ينادون بها، فحتما سيكون الجواب: الحرية المطلقة المجردة تماما من الأخلاق. وهذا عينُ ما نراه اليوم يحاول الانتشار في الشارع المغربي ولا ينجح بسبب المغاربة المتدينين أصلاً وتاريخًا.

 

كيف يمكن لإنسان مادي (أصله من تراب الأرض) إن فقد الروح الأخلاقية (=التديّن) أن يلتزم بمبادئ حتى ولو كانت مبادئ علمانية (وما الانقلاب العلماني في مصر وتركيا وغيرها من البلدان إلا أمثلة عن انسلاخ مؤقت مصلَحَاتي للعَلمانيين عن دينهم=العَلمانية…) ؟؟؟

يقولون: نعم بدون أخلاق، ولكن هناك قوانين ودساتير وضْعيَّة، مُتَّفق عليها وضعها البشر الذين يسكنون البلد (وربما الكون ! = وأشير لمبادئهم الكونية) واتفقوا على احترامها والتزموا بذلك !!!

وأقولُ: فمَن الرقيب على تصرفاتهم ومشاريعهم خلف الستار بعيدا عن أعين قانونهم الوضعي ؟؟؟

مع العلم أن هذه التصرفات والمشاريع هي المحرك الحقيقي لعجلة الحياة الإجتماعية في البلد. وأما التصرفات المعلن عنها فما هي إلا تمثيل ومسرحيات لاستغباء العوام وإعلان المواقف لا أقل ولا أكثر.

يقولون: هناك ضمييييير !

فأسألُ: عن أي ضمير تتكلمون أيها الحداثيون العَلمانيون ؟ هل هو الضمير المتصل أو الضمير المنفصل أو الضمير المستتر…. مفاهيم لغوية فضفاضة لا أقل ولا أكثر.

ويستمر الجدال ويستمر النقاش الفارغ…

ويبقى الحل الوحيد في مراقبة وتقوى الله عز وجل وهذا من أهم أخلاق الإسلام العظيم، ومبادئه الراسخة التي لأجل أصحابها خلق الله تعالى الجنة وأعدها لهم فقال سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: “سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين (133) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134).” والتقوى: الخوف من الله في السرّ والعلن وخشيته ومراقبته في جميع الأعمال والأقوال والسلوكات. و الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

 

وسوف يبدأ ويستمر البناء المجدّدُ لأعمدة الوطن المنهارة على إثر صعقة تاريخية استخرابية صليبية متحدة (فرنسية-فرنسية-فرنسية-اسبانية-اسبانية-برتغالية) استمرت لأزيد من 44 سنة.

وأنا لا ألقي باللوم فقط على المغربي المفتون بالعَلمانية المادية الحداثية الشيوعية الظلامية، بل ألقي باللوم أيضا على مبادئ وأسس هذه العلمانية الشيوعية كَدين جرَّدَ قساوستُه القدماء (مثل ماركس ولينين وستالين وماكيافيللي وتشي كي فارا وحتى هتلر…)، جرَّدوا أتباعهم من كل المبادئ، وعلموهم المبدأ الشامل عندهم: اللعنة على المبادئ !!!

فماذا تنتظرون من ثورة مؤسسات بمشاركة مكثفة لأصحاب هذا الدين بَلْه من ثورة يقودها أصحاب هذا الدين = العَلمانية = التي تقول: إلا الأديان السماوية ؟؟؟ وإن حدث ذلك فسوف أكون أنا وأنت وقودها المحترق للوهلة الأولى غصبا عنا لا قدَّر الله، نسأل الله العفو والعافية.

والمغرب البلد المسلم الذي عاش أبناءه بسلام لأزيد من 1300 سنة، بمختلف ثقافاتهم: أمازيغ وصحراويين وعرب فاتحين (فتحاً إسلامياً وليس استخرابا صليبيا مثلاً) للبلاد وناقلين ومعلّمين وسفراء للدين الإسلامي لأن النبي محمد نبي هذا الدين الخاتم للأديان السماوية، هو نبي عربي، اختاره الله تعالى من قومهم وبلادهم صلى الله عليه وسلم… عاشروه وتعلموا منه وآمنوا به وصدقوه وفهموا القرآن الكريم على مَنْطقه المُوحَى به من عند الله… فلا غرابة إذ همُ الأحرى بنقل رسالته إلى العالم أجمع.

عاش أبناء هذا الوطن جميعا تحت راية دينية وبقيادة إسلام سياسي بامتياز، يَسْتَمدُّ مرجعيته وتشريعاته من دين عظيم هو دين الله في الأرض منذ أن خلق آدم عليه السلام وحتى يوم الناس هذا وحتى يوم القيامة ذلكم هو: الإسلام.

فهيا لنَبْني ونُصلح ونعدّل ونرفع ما تركه المستخربون الصليبيون من مآسي اجتماعية وروحية ومادية في بلادنا، على حساب جثث أجدادنا المجاهدين في تاريخ أسود كان هدفه ولا زال: محاربة الدين الإسلامي ولو على حساب أرواح الملايين… فاستخرابهم لنا كان بدافع ديني صليبي أوَّلًا ثم اقتصادي.

 

وحتى لا أنسى، فإن بعض الناس ممن لا يؤمن بالأخلاق والأديان السماوية وربما يستهزأ بها… في هذه الأيام يُذكّرنا مشكورا ويقول: أنَّ المغاربة لا يمكن أن يسبّبوا في خراب بلادهم بسبب الثورة المزعومة لأنهم أحفاد رجال قاوموا المستخرب وقادوا ثورة التحرير الحقيقية دون تخريب ولا إفساد يُذكر…

كلام جميييل… فأقول: عزيزي القارئ أخبرهم أن هؤلاء الأجداد كانوا مجاهدين باسم الدين الإسلامي وكانوا ينتظرون من جهادهم جزاءً من الله فقط (لا من حكومة ولا من حاكم)، هذا الجزاء هو: الشهادة أو النصر، فاتخذوا لذلك الأسباب المادية الموصلة له، وذلك لأن أرواحهم وصلت مدارج عالية في سلم الترقي الأخلاقي الإسلامي بسبب العلم والتدُّين والزهد والعمل والورع… الذي كان دَأْبُهُم جميعا بدون استثناء. ولكم أن تُعيدوا قراءة تاريخ هذه الأمة العظيمة فقد درسناه في المدارس مُدوَّنا بأقلام المستخربين وليس بأقلام هؤلاء المجاهدين الذين شغلهم عن ذلك المدْفَعُ والرصاصُ ثم المَنيَّة، رحمهم الله جميعا.

 

فهيا أحبتي المغاربة لنجعلها ثورةً إصلاحية من غير ثوار !!! ولعل أصدقائي الماديين الحداثيين يتوقفون هنا لكون الكلام غير منطقي عندهم… وإنما أقول ثورة إصلاحية على غير منوال الثورة العَلمانية المستورَدَة من المستخرب الغربي الصليبي القديم-الجديد… لنجعلها ثورةَ عودة للدين الصحيح والمبادئ العريقة التي ستجعل منا بلا شك سادة العالم، كما جعلت من أجدادنا المجاهدين آنذاك وقبله سادة العالم على جميع المستويات الدنيوية والأخروية.

وصدق إمامُ مذهبنا، الإمام مالك رحمه الله تعالى حين قال: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

لنُعيدَ زمام الأمور للإسلام السياسي، ونحاسبه ونراقبه ونتابع نشأته ونغذي جذوره حتى يكون إسلاما سياسيا كما أراده الله تعالى. هذه هي الثورة التي نعيد فيها بإذن الله ما ضاع خلال مئة سنة في ظرف عشر سنين لأن الحسنة عندنا بعشر أمثالها.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.