الصويرة : ملتقى “ربيع ركراكة” فضاء لتثمين المواسم التقليدية

0 305

إنطلقت اليوم الثلاثاء بالصويرة، أشغال الدورة الأولى من ملتقى “ربيع ركراكة”، و الذي يعد لقاء لتثمين المواسم التقليدية بإعتبارها رافعة للتنمية السوسيو-إقتصادية بالوسط القروي، و ذلك بحضور ثلة من صناع القرار و خبراء و ممثلين زوايا صوفية مغربية و إفريقية.

و يندرج هذا الملتقى، المنظم على هامش الموسم السنوي للزاوية الركراكية، بشكل مشترك، بين مؤسسة نقيب زوايا ركراكة و مجلس جماعة زاوية بن حميدة و المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة و شركة التنمية المحلية “الصويرة ثقافة فنون تراث تهيئة و تنمية”، على مدى يومين، في إطار دينامية للتفكير العميق حول الدور الهيكلي للتقاليد الروحية في إضفاء دينامية على المجالات القروية، و تقوية التماسك الإجتماعي و النهوض بالفرص الإقتصادية المحلية الراسخة في التراث الحي.

و في كلمة خلال حفل إفتتاح هذا الملتقى، الذي تميز على الخصوص، بحضور عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، و رؤساء المصالح الخارجية و منتخبين و ممثلي السلطات المحلية، أكد نقيب زوايا ركراكة، عبد العزيز المقدم، أن “المواسم التقليدية، بعيدا عن كونها إحتفالا فولكلوريا بسيطا، تعتبر محركا قويا لنقل القيم الروحية و الثقافية و التضامن الإجتماعي و إضفاء دينامية على الدوائر الإقتصادية القروية”.

و بعد أن أبرز العناية السامية التي ما فتئ يحيط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، الزوايا الصوفية، أكد السيد المقدم أيضا، على الحمولة المتفردة التي يكتسيها “دور زوايا ركراكة”، كحدث متنقل يعبر أزيد من عشرة جماعات قروية بإقليمي الصويرة و آسفي طيلة ما يزيد عن أربعين يوما، و يشكل نموذجا ملموسا للتفاعل بين التقليد و الروحانية و التنمية المجالية.

من جانبه، قدم رئيس المجلس العلمي المحلي بإقليم الصويرة، محمد منكيط، لمحة شاملة عن الحمولة التاريخية و الروحية لموسم ركراكة، لاسيما تجذره في الثوابت الدينية و الوطنية للمملكة، مشيرا في هذا الصدد، إلى الدور الجامع لهذا التقليد العريق في تعزيز الروابط الإجتماعية، و تشجيع السياحة الروحية، و نشر قيم التسامح و العيش المشترك التي يدعو إليها الإسلام المعتدل و الوسطي الذي تتبناه المملكة.

من جهته، أكد رئيس مجلس جماعة زاوية بن حميدة، عبد الصادق السعيدي، على الترابط الوثيق بين الثقافة و التنمية الإقتصادية في الوسط القروي بإقليم الصويرة الذي يتميز بهذا الموسم العريق، مشددا على ضرورة إستثمار هذا الإرث الحي و جعله رافعة هيكلية للتنمية المحلية.

بدوره، أبرز المدير العام لشركة التنمية المحلية “الصويرة ثقافة فنون تراث تهيئة و تنمية”، عبد الرحيم البرطيع، أن الموسم السنوي لركراكة يجسد بجلاء، قدرة التظاهرات الثقافية التراثية في الدفع بدينامية ترابية واعدة، لاسيما في فترة تتسم بصعوبات سوسيو-إقتصادية في الوسط القروي.

و يتوخى هذا الملتقى المنظم تحت شعار “المواسم التقليدية، رافعة للإقتصاد في الوسط القروي : دور زوايا ركراكة نموذجا”، وضع الأسس لتفكير جماعي حول الوسائل الكفيلة بتثمين التراث اللامادي القروي، و ذلك من خلال مقاربة مندمجة تجمع بين الحفاظ على التقاليد و نقلها من جيل إلى جيل و تحقيق التنمية الإقتصادية.

و يتوزع برنامج الملتقى بين جلسات علمية و فكرية بمشاركة نخبة من الباحثين، و الأكاديميين، و الخبراء في مجالات الإقتصاد الاجتماعي، و التراث، و علم الإجتماع.

و إلى جانب الجلسات العلمية، ست قام أمسيات صوفية تحتفي بالمديح و السماع، متيحة بذلك للمشاركين و الزوار الصوريين إنغماسا في العالم الروحي و الموسيقي لزوايا ركراكة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.