“الفناير”..الفن الجاد و التطور المتواصل أساس الإستمرارية في زمن التحديات الرقمية

0 113

أكدت مجموعة الراب المغربية “الفناير”، خلال ندوة صحفية نظمت اليوم الأربعاء بفضاء فيلا الفنون بالرباط، أن علاقتها بجمهورها تظل أحد أعمدة إستمرارها، معتبرة أن هذا الإرتباط الإنساني و العاطفي يشكل بالنسبة لها وقودا حقيقيا للإبداع و العطاء.

و على هامش مشاركة “الفناير” في الدورة العشرين لمهرجان موازين، قال أعضاء المجموعة إنهم سعداء جدا بالتواجد ضمن برمجة هذه الدورة، التي تتيح لهم فرصة تجديد الصلة بجمهورهم الواسع، الذي ظل وفيا لأعمالهم طيلة سنوات.

و تطرقت المجموعة إلى التحولات التي تعرفها الساحة الفنية في ظل بروز وسائل التواصل الاجتماعي وتطورها، مشيرة إلى أن هذه الوسائط فرضت إيقاعا جديدا على الفنانين، حيث “لم تعد الشهرة حكرا على الأسماء الفنية”، بل أصبحت متاحة للجميع.

و في هذا الصدد، أبرز المؤلف والملحن محسن تيزاف، عضو المجموعة، أن هذا الوضع يفرض تحديات مضاعفة، و يستدعي من الفنان التشبث بجودة العمل، و الوفاء لخصوصيته الإبداعية.

و في ردهم على سؤال حول سر إستمرارية المجموعة و تماسكها، أكد أعضاء “الفناير” أن ذلك يرجع إلى تراكم من العمل الجاد و المثمر، و إلى رؤية فنية واضحة، مشيرين إلى أنهم يواصلون اليوم جني ثمار مسار طويل من المثابرة و الإجتهاد، مبني على الإحترام المتبادل و الأساس الصلب.

كما عبرت المجموعة عن إيمانها بأهمية التطور الفني كشرط للبقاء، موضحة أن الجمهور، خاصة فئة الشباب، لا يزال متعطشا لتلقي إنتاجات جديدة، شرط أن تكون أصيلة و تحترم الذوق العام.

و شدد الفنانون على أن هويتهم الفنية تستمد جوهرها من الموروث الثقافي المغربي، من خلال إستلهام عناصر غنائية و موسيقية من فنون شعبية عريقة كعيساوة و كناوة، إلى جانب التأثر برواد الأغنية الملتزمة من قبيل “ناس الغيوان” و “جيل جيلالة”، مع الحرص على تقديم توليفات جديدة، قوامها الكلمة الهادفة و الإيقاع الخفيف و اللحن السلس.

يذكر أن “الفناير” مجموعة راب مغربية تأسست سنة 2001 بمدينة مراكش، و تتميز بدمج الراب الغربي بالألحان و الأهازيج المغربية العتيقة كالدقة المراكشية و فنون عيساوة و الموسيقى الصحراوية و الأمازيغية و غيرها.

من أشهر أعمال المجموعة ألبوم “لفتوح” (2004) الذي ضم أغاني بأهازيج مراكشية تقليدية، و أغنية “ما تقيش بلادي” تضامنا مع ضحايا الأعمال الإرهابية بتاريخ 16 ماي 2003 بالدار البيضاء، إضافة إلى ألبوم “يد الحنا” (2007).

و شكل التعاون مع الفنانة سميرة سعيد محطة بارزة في مسار المجموعة، إذ أسهم بشكل كبير في تعزيز حضورها العربي و الدولي، لاسيما من خلال أغنية “Be Winner” التي حققت صدى واسعا، و توجت بنجاح باهر مكن المجموعة من الفوز بجائزة Africa Music Awards العالمية.

و تتواصل فعاليات الدورة العشرين من مهرجان “موازين – إيقاعات العالم”، الذي تنظمه جمعية مغرب الثقافات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 28 يونيو، مقدما توليفة موسيقية غنية تجمع نجوم الغناء العربي و العالمي، و تحول مدينتي الرباط و سلا إلى فضاء مفتوح للقاء الثقافات و الإيقاعات.

و يعد المهرجان، الذي تم إحداثه سنة 2001، و تنظمه جمعية مغرب الثقافات، حدثا لا يمكن تفويته من قبل عشاق الموسيقى في المغرب. فمع حضور أكثر من مليوني متفرج في كل دورة من دوراته الأخيرة، يعتبر هذا المهرجان ثاني أكبر حدث ثقافي في العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.