نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير، اليوم الإثنين بالدريوش، مهرجانا خطابيا تخليدا للذكرى الـ104 لمعركة أنوال المجيدة.
و شكل هذا اللقاء، الذي ترأسه المندوب السامي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، بحضور عامل إقليم الدريوش، عبد السلام فريندو، و مسؤولين محليين، و منتخبين، و فعاليات من المجتمع المدني، و كذا عدد من أفراد أسرة المقاومة و جيش التحرير، مناسبة لإستحضار معاني و دلالات هذه المحطة التاريخية الوضاءة في مسلسل الكفاح الوطني.
و في كلمة بالمناسبة، أكد الكثيري، أن تخليد ذكرى معركة أنوال المجيدة، يشكل لحظة قوية و مناسبة غالية لإستحضار التضحيات الجسيمة لرجال المقاومة و جيش التحرير في مواجهة الإستعمار، دفاعا عن الكرامة و السيادة الوطنية.
و أبرز أن الإحتفال بهذه الذكرى المجيدة، يندرج في سياق مواصلة صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية، و ربط جسور الحاضر بالماضي المجيد، و إذكاء قيم الوطنية الخالصة، و الإعلاء من مناقب الوفاء و التضحية في نفوس الناشئة و الأجيال الجديدة.
و أضاف أن هذا الحدث الوطني البارز، يندرج أيضا ضمن سلسلة من الملاحم البطولية التي خاضها أبناء الشعب المغربي في مختلف ربوع المملكة، تحت راية الجهاد و المقاومة الوطنية ضد الإحتلال الأجنبي، معتبرا أن هذا اللقاء يشكل لحظة إعتزاز و تقدير لمسار نضالي وطني مجيد في تاريخ المقاومة المغربية.
و أشار في هذا الصدد، إلى أن معركة أنوال، التي قادها المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي سنة 1921، لم تكن ملحمة عسكرية فقط، بل كانت محطة مفصلية في تاريخ المقاومة الوطنية، و تحولا جوهريا في الوعي الوطني و الكفاح التحرري بالمغرب الكبير، إذ دحرت القوات الإستعمارية، و أظهرت للعالم قدرة الشعب المغربي على الصمود و الإصرار في الدفاع عن أرضه و هويته.
و أكد على مواصلة مسيرة النضال و العمل الوطني، و التعبئة و الإلتحام وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفاء لرواد الحركة الوطنية و رجالات المقاومة و جيش التحرير.
كما ذكر الكثيري، بالمواقف الدولية المتزايدة الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة، و ذلك بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
و شدد من جهة أخرى، على أهمية ترسيخ ثقافة الإعتراف و العرفان بالتضحيات الجسام التي قدمها رجال و نساء المقاومة، من خلال تثمين الذاكرة الوطنية و توثيقها، و تيسير سبل الإطلاع عليها عبر المتاحف و المراكز التربوية و التثقيفية و مجالات البحث العلمي.
و قد تميز المهرجان الخطابي، بتكريم سبعة من قدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير، عرفانا لهم بما قدموه من تضحيات، بالإضافة إلى توزيع إعانات مالية لعدد من أفراد أسرة المقاومة.