صومعة مولاي علي بن عبدالرحمن – ABDEDAIM ABDELHAMID

0 583

صومعة مولاي علي بن عبدالرحمن

moulay-ali-ben-abderrahmane-1تعتبرالأبراج جانبا من المآثر التاريخية،إذ نجدها منتشرة في كل مكان،وإن كان من الشبه المستحيل ان نجد تجمعا بشريا بحجم الدوار مثلا دون توفر بناية شامخة مقارنة بباقي المنازل و الدور التي توجد في ذلك المكان،وهذه البناية هي ما يطلق عليها “البرج” ،هذا الصنف من المباني ذات وظائف متعددة في فترة معينة من التاريخ،كما أن هذه الأبراج نجدها مرتبطة إما بمنزل أو ضريح.
يقع قصر بني موسي في الجهة الشمالية الشرقية لمركز جماعة تسينت إقليم طاطا على بعد كيلومترات انطلاقا من المركز السابق،أما بخصوص الصومعة التي نحن بصدد دراستها فهي موجودة في الجهة الشرقية للدوار خاصة بمحاداة ضريح مولاي علي بن عبد الرحمان لذلك انتسبت الأخيرة إلى هذا الوالي.

أما بخصوص تاريخها فقد أجمعت الروايات الشفوية على أنها عمرت لما يقرب خمسة قرون أو تزيد،وهذا التاريخ يعيدنا إلى العهد السعدي الذي نجده عند كبار السن سواء في الدوار الذي توجد به هذه الصومعة أو في الدواوير الأخرى المجاورة،وبما أن هذه الصومعة ضاربة في القدم،كما جاء في الروايات الشفوية من جهة و من مظهر الصومعة من جهة ثانية،فإنها جديرة بالدراسة والتوثيق.
تحتوي هذه الصومعة على أربعة أبواب في الجهات الأربع،أي بغظ النظر عن المدخل الرئيسي للصومعة الموجود في الجهة الشرقية،ذلك أننا وبمجرد الدخول إلى الممر الضيق نصادف الباب الشرقي للصومعة الذي يقابله باب ثاني غربا يؤدي بدوره إلى الصرح الذي يقودنا أيضا إلى مدخل الضريح،فيما نجد شمالا بابا آخر يؤدي إلى نفس الصرح.

moulay-ali-ben-abderrahmane-2أما في الجهة الجنوبية فنجد باب صغير يؤدي إلى غرفة صغيرة لكنه مسدودالآن،وبقيت الغرفة دون باب و هي غرفة ذات علو صغير نوعا ما،عموما فهذه الأبواب الأربعة نجدها على شكل أقواس صغيرة مبنية بالحجر و الطين كما نجد أيضا ضمن هذا الجزء السفلي ذلك السقف الذي يغطي الغرفة الضيقة،وجزء آخر من مدخل الباب الرئيسي أو الممر المِؤدي إلى الجزء السفلي من الصومعة.

هذا ما يتعلق بالجزء السفلي من هذا المبنى، اما الطابق الثاني فنجد فيه باب صغير على شكل قوس، وهو الوحيد الذي يتحكم في باقي الجزء العلوي من الصومعة عامة، كما اننا لا نجد اثار لدرج يؤدي الى هذا الطابق العلوي من خلال مراقبتنا للصرح السفلي داخليا، وخارجا من خلال المكونات الخارجية للصومعة.

اما بخصوص المكونات الا خرى التي تتميز بها هذه الصومعة فنجد في الجهة الشرقية،اضافة إلى المدخل الرئيسي الذي تزينه ثلاثة أقواس صغيرة في الجزء العلوي منه نجد باب الصومعة،ونافذة صغيرة في حدود اللوح السادس والتي يزينها شكل هندسي مقوس مبني بالجبص،كما نجد أيضا نافدة ثانية أكبر من الأولى،في حدود اللوح العاشر،أما في الجهة الجنوبية فنجد نافدتين في نفس مستوى النافدتين الموجودتين في الجهة الشرقية،ونفس الأمر نجده في الجهة الشمالية،إلا أننا في الجهة الغربية نجد العكس إذ نجد ثلاث نوافذ متدرجة من الأسفل إلى الأعلى،أما بخصوص تقسيمات هذه الأخيرة فتتحدث الرواية الشفوية عن كونها مقسمة إلى أربع طوابق،هدا في الوقت الذي لانجد فيه اليوم إلا طبقة واحدة،وإن كانت آثار الطبقات الأخرى ظاهرة على الجدران الداخلية للمبنى.

moulay-ali-ben-abderrahmane-3هذا من جهة،أما من جهة ثانية،فإننا نجد طريقة ومواد البناء،ذلك أننا ونحن أمام هذه الصومعة،نلاحظ أنها مثبتة على أساس (الساس) مبني بالحجر والطين ويبلغ طوله 1.25سنتمتراً،وفوقه مباشرة يبدأ البناء باللوح الذي يختلف في طوله و عرضه من الأسفل إلى الأعلى إذ استعمل فيه اللوح الذي يبلغ طوله 70 سنتيما هذا إلى حدود اللوح الخامس،وبعده يبدـ البناء بلوح طوله 60سنتيما،ليتناقص طوله كلما اتجهنا نحوالأعلى إلى أن يصل إلى 50سنتيما وبقدر ما نلمس الإختلاف في طول هذه الألواح نلمسه كذلك في عرضها من الأسفل إلى الأعلى إذ يبلغ في الأسفل حوالي 50سنتيما،وعموما فعدد الالواح ثلاثة عشرة لوحا ،لذلك نحصل في النهاية على ارتفاع قد يصل إلى حوالي 13مترا،وذلك بإضافةالساس والجزء الغلوي للصومعة.
كما تتخلل هاته الألواح أحجار مستطيلة الشكل تساعد على تماسكها وضمان عدم تصدعها وانشقاقها،وبذلك تساعد هاته الأحجار الجدران على كسب مقاومة كبيرة للتصدعات الناجمة عن التقلبات الحرارية التي تشهدها المنطقة.
أما بخصوص المادة التي بنيت بها هذه الصومعة،فنجد أولا الطين الأحمر في غالب الأحيان،ثم مادة الحجر في الجزء السفلي خاصة الساس،وفي الأقواس التي تزين أعلى المدخل الرئيسي.

نلاحظ من خلال هذه الصورة أن هذه الأقواس مبنية بالطين في أعمدتها وفي وسط الأعمدة نلاحظ أحجارا متوسطة الحجم ومسطحة،لنجد في الأعلى البناء بالأحجار والتي تتخد شكلا مقوسا،هذا النوع من البناء في الأقواس لانعثر عليه إلا في بعض الأقواس المرتبطة بنفس الصومعة ،حيث يظهر الإختلاف في مواد البناء بين الإثنين.

إلى هذا الحد نكون قد شملنا مختلف أجزاء الصومعة من شكلها وطريقة بنائها والمواد المستعملة فيها،وتاريخها…
وعموما ما يمكن قوله عن هذه الصومعة،و بحكم قدمها،أنها معلمة تاريخية في حد ذاتها،لكن طالها شبه نسيان بسبب بعد المكان الذي توجد فيه من جهة،ومن جهة ثانية وكما هو معتاد غياب ذلك الإهتمام من طرف أبناء المنطقة الطلبة منهم و الباحثين بهذه المعلمة و غيرها من المعالم الأخرى،لذلك فمن الواجب حفظ هذا الموروث العمراني و حمايته من الإنهياروالتخريب،نظرا لكونه يؤرخ لفترات مهمة من تاريخ المغرب منذ عهد السعديين،وذلك في الوقت الذي نجد فيه غياب الوثائق كعنصر أساسي لكتابة تاريخ المنطقة.

من إنجاز الطالب : عبد الدائم عبد الحميد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.