الصويرة..أجواء مزج موسيقي ماتعة في مستهل سهرات الدورة الـ26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم

0 104

شهدت ساحة مولاي الحسن بالصويرة، مساء أمس الخميس، ضمن فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان كناوة و موسيقى العالم، أجواء مزج موسيقي ماتعة كرست موقع المهرجان كمنصة رائدة للتلاقح الموسيقي و الحوار الثقافي.

و تميزت السهرة الإفتتاحية للمهرجان بانصهار فريد بين الإيقاعات و اللغات، حيث أتيحت للجمهور الحاضر، الذي حج من مختلف مناطق المملكة و بلدان العالم ، فرصة عيش تجربة فنية آسرة، جمعت بين الأبعاد الروحية و الفنية و الإجتماعية في توليفة متكاملة.

و إنطلقت هذه الإيقاعات بعرض مميز جمع المعلم حميد القصري، أحد أبرز رموز الطقوس الكناوية المغربية، مع فرقة “باكالاما” السنغالية المتخصصة في الإيقاعات و الرقصات التقليدية لغرب إفريقيا.

و إنضمت إليهما الفنانتان عبير العابد وكيا لوم، ليساهموا معا إنتاج لوحة فنية مبهرة نسجت خيوطا صوتية متنوعة مزجت بين الروحانيات المغربية و الإيقاعات التقليدية و الموسيقى المعاصرة.

و لقيت مقطوعات المعلم حسام كانيا التي اتسمت بطابع روحاني أصيل ينبع من تراث كناوة تفاعلا واسعا من الجمهور، الذي تأثر بحضوره القوي خاصة خلال أدائه المقطوعات الغنائية التقليدية، حيث تعالت التصفيقات و الهتافات في لحظات الذروة، مما جعل من عرضه تجربة غامرة عكست جوهر المهرجان كفضاء للتلاقي و الإنصهار الثقافي.

و من الولايات المتحدة الأمريكية، أسهم ماركوس غيلمور بعرض منفرد من الجاز الحديث، أبدع خلاله في العزف على الطبول بأسلوب يجمع بين التقنية العالية و الحس الإيقاعي المرهف، مقدما أداء ينبض بالإنسيابية و الإبداع، مزج فيه بين الإيقاعات المتقطعة و النبضات الحرة التي تأخذ المستمع في رحلة موسيقية متجددة.

كما تميز أداؤه المشترك مع المعلم حسام كانيا بتناغم فني رائع أضاف بعدا جماليا جديدا للتجربة الموسيقية للمهرجان.

و يشارك في فعاليات المهرجان 350 فنانا، من بينهم 40 معلما كناويا، يقدمون عروضا موسيقية جريئة من خلال مزج فني على أشهر منصات مدينة الصويرة.

و على مدى ثلاثة أيام، ستتلاقى أصوات قادمة من إفريقيا و أوروبا و أمريكا الشمالية و آسيا و منطقة الكاريبي في إحتفال حي بالتنوع و الحوار الثقافي.

و من أبرز محطات هذه الدورة أيضا، تنظيم منتدى حقوق الإنسان، في شراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، و الذي يعقد في دورته الثانية عشرة تحت شعار “الحركيات البشرية و الديناميات الثقافية”.

و منذ أن رأى النور سنة 1998 شكل مهرجان كناوة و موسيقى العالم مشروعا ثقافيا رائدا، يسعى إلى صون هوية مغربية أصيلة، تنفتح على العالم دون أن تذوب فيه، و ليؤكد أن الثقافة بمختلف مشاربها ليست مجرد منتج رمزي، بل رافعة تنموية حقيقية.

كما يمثل المهرجان فرصة لمدينة الصويرة لتعزيز مكانتها و إشعاعها كمركز ثقافي و سياحي و حضاري متميز في المغرب، يساهم في تعزيز الإنفتاح الثقافي و التبادل بين الحضارات المختلفة في مدينة الرياح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.