آسفي : وصلات غنائية و تكريم أسماء فنية في إفتتاح المهرجان الوطني لفن العيطة

0 249

إفتتحت مساء اليوم الأربعاء بآسفي، فعاليات الدورة الثالثة و العشرين من المهرجان الوطني لفن العيطة، بتقديم وصلات غنائية و تكريم أسماء لامعة من مختلف مدارس العيطة المغربية، و ذلك بحضور فنانين، و فاعلين ثقافيين، و عشاق العيطة القادمين من مختلف جهات المغرب.

و تسعى هذه التظاهرة الثقافية المقامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 19 يوليوز الجاري، إلى إبراز فن العيطة كإحدى تعبيرات الهوية المغربية المتنوعة، و تعزيز حضوره في المشهد الثقافي الوطني، بإعتباره عنصرا أساسيا ضمن الصناعات الإبداعية بالمملكة.

و خلال حفل إفتتاح هذه التظاهرة، التي حضرها على الخصوص، عامل إقليم آسفي، محمد فطاح، تناوبت على الغناء أسماء بارزة من أمثال خديجة مركوم، و الفنانة الصاعدة سهام المسفيوية، إلى جانب تكريم وجوه فنية في فن العيطة من قبيل محمد المحفوظي و أمنية زكار و كبورة النغيمي و سعيد بنحريويدة.

و في كلمة بالمناسبة، أوضحت المديرة الجهوية لقطاع الثقافة بمراكش آسفي، أسماء لقماني، أن تنظيم هذه الدورة يندرج في إطار رؤية إستراتيجية وضعتها وزارة الشباب و الثقافة و التواصل، تعلي من شأن التراث و تضع الثقافة في صلب التنمية المستدامة.

و أضافت المتحدثة، أن الوزارة تشتغل اليوم، على صيانة الموروث الثقافي الوطني، ليس فقط من باب الحفاظ على الهوية، بل أيضا من خلال تثمينه و جعله رافعة إقتصادية و إجتماعية، مشيرة إلى أن “فن العيطة، بهذا الإمتداد الشعبي و الغنى التعبيري، يحتل موقعا متميزا في هذه المقاربة”.

و أكدت أن هذا المهرجان، الذي بات تقليدا ثقافيا راسخا في مدينة آسفي، يجسد فعليا هذا التوجه، مضيفة أن المهرجان تطور بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، سواء على مستوى البرمجة أو الإنفتاح على فئات جديدة من الجمهور أو في تنظيم الأنشطة الموازية.

من جانبه، قال رئيس جمعية “تور هيردال”، سعيد لقبي، “حين أطلقنا المهرجان منذ أكثر من عقدين، كنا نؤمن أن العيطة ليست فقط فنا، بل هي مرآة للذاكرة، و رافعة للهوية المغربية بروافدها المتعددة”.

و إعتبر أن إختيار مدينة آسفي، حاضرة المحيط، لإحتضان هذا الحدث الثقافي لم يكن إختيارا إعتباطيا، بل يعود لكونها مدينة عرفت تمازجا فريدا بين حضارات متعددة عبر التاريخ، من الأندلسيين إلى البرتغاليين، مرورا بالثقافة الإفريقية و الأمازيغية و العربية.

و عبر السيد لقبي عن أمله في أن “يسهم المهرجان، من خلال هذه الدورة و ما يليها، في إطلاق دينامية جديدة تجعل منه منصة دولية للتبادل الثقافي و الترويج للتراث المغربي”.

و بعد حفل الإفتتاح، تنقل الجمهور صوب منصة “ساحة مولاي يوسف”، حيث تناوب على الغناء كل من وصال العبدية، حميد السرغيني، و إدريس البوعزاوي، الذين ألهبوا حماس الحاضرين بمجموعة من العيوط التي تراوحت بين “العيطة المرساوية” و “العيطة الحصباوية” و “العيطة الزعرية”.

و لاقت هذه السهرة تفاعلا كبيرا من الجمهور، بين تصفيق متواصل و ترديد جماعي للمواويل، في لحظات شكلت لقاء حيا بين الجمهور و رواد هذا الفن التراثي الذي لا يزال ينبض بالحياة.

و في هذا السياق، عبر عدد من الزوار عن سعادتهم بإنطلاق الدورة الجديدة، منوهين بالحضور اللافت للعنصر النسائي ضمن فرق العيطة، مما يعكس تطور هذا الفن و قدرته على مواكبة التحولات دون أن يفقد جوهره.

و سيكون جمهور هذه التظاهرة، التي تنظمها وزارة الشباب و الثقافة و التواصل بشراكة مع عمالة إقليم آسفي و جمعية أصدقاء “تور هيردال”، تحت شعار “التراث الموسيقي و الصناعات الثقافية”، على موعد مع سهرات فنية كبرى يحييها ثلة من نجوم فن العيطة، من بينهم الفنان حجيب، و يوسف زوبيد، و نعمة العبدية، و عبد العزيز أحوزار، و سهام المسفيوية، و سفيان المخلوفي، و إكرام العبدية، و أيوب العبدي، إلى جانب أسماء أخرى لامعة من مختلف مدارس العيطة المغربية.

كما يعرف برنامج الدورة تنظيم فقرات فكرية متنوعة، أبرزها ندوة حول التراث الموسيقي و الصناعات الثقافية، يشارك فيها أكاديميون و فنانون، إلى جانب فقرات موسيقية موازية، فضلا عن ورشات تكوينية موجهة للشباب في مجالات المسرح، الموسيقى، الإعلام، و مهن الفن و الثقافة، من تأطير فنانين و أساتذة متخصصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.