آسفي تعيش على إيقاع النسخة ال11 لمهرجان كناوة صامبا الدولي

0 154

إنطلقت مساء الخميس بآسفي، فعاليات النسخة الحادية عشر لمهرجان كناوة صامبا الدولي، الذي يعد موعدا متميزا لفن كناوة و موسيقى العالم بمشاركة ثلة من المعلمين و الموسيقيين من المغرب و الخارج.

و تروم هذه التظاهرة، المنظمة إلى غاية 31 غشت الجاري، من قبل جمعية بامبرا للتراث الكناوي و التبادل الثقافي، و بدعم من وزارة الثقافة و الشباب و التواصل- قطاع الثقافة، الحفاظ على التراث الكناوي العريق و تشجيع التبادل الثقافي حول هذا النوع الموسيقي، و المساهمة في تعزيز الإشعاع الفني لحاضرة المحيط.

و إستهل المهرجان بتنظيم كرنفال إستعراضي للفرق و المجموعات الموسيقية المشاركة إنطلاقا من ساحة الإستقلال في إتجاه الموقع المشهور بالمدينة “الطاجين”، حيث قدم سمفونية لموسيقى كناوة بطريقة “الكانكا” من الفن الكناوي الصحراوي.

و تميز حفل الافتتاح، الذي جرى بحضور ممثلي السلطات المحلية و شخصيات مغربية و أجنبية من عالم الفن و الثقافة، بالعرض ما قبل الأول للفيلم الوثائقي “كناوة شدوا الأرواح” للمنتج المعروف على المستوى العالمي نزار الراوي، يتناول مدينة آسفي و أنماط الفن الكناوي بالمغرب.

إثر ذلك، إستمتع الجمهور بمجموعات من العروض الموسيقية على إيقاعات كناوية من أداء مجموعة كناوة صامبا برئاسة لمعلم عبد الكبير نيام، قبل أن يفسح المجال للمعلم محمد طلاق الطيور من طنجة.

كما كان الجمهور على موعد مع عرض موسيقي من التراث الإيرلندي ممزوج مع الفن العيساوي للمقدم عبد الرحيم بوفردي من آسفي، إلى جانب عرض كناوي من أداء لمعلم بنعاشر بشبشوب من سلا.

و توج حفل الإفتتاح، بتكريم العديد من الأسماء البارزة في الفن الكناوي ضمنها الفنان خالد البركاوي المعروف في البرنامج التلفزيوني “أمالاي”، و منتج الفيلم الوثائقي “كناوة شدوا الأرواح” نزار الراوي، و الفنان سعد عمار القادم من السويد.

و في تصريح للصحافة، أبرز مدير المهرجان، بلال لقماري، أن هذه التظاهرة الموسيقية تمثل منصة فنية و ثقافية تهدف إلى إبراز غنى و تنوع فن كناوة، و خاصة بمدينة آسفي، مع مد الجسور مع أشكال موسيقية أخرى من مختلف الآفاق.

و أكد أن المهرجان يسعى أيضا إلى تكريم معلمي كناوة المحليين، تقديرا لمساهمتهم في الحفاظ على هذا التراث اللامادي و نقله إلى الأجيال الصاعدة.

من جانبه، أعرب المنتج نزار الراوي، القادم من لوكسمبورغ، عن سعادته بالمشاركة في هذه الدورة، و عرض فيلمه لأول مرة في مدينة آسفي، التي وصفها ب”فضاء متميز للإلهام الفني و ذاكرة حية للتراث الكناوي”.

و من بين أبرز فعاليات الدورة الحادية عشر للمهرجان، ندوة دولية بعنوان “دور التنوع الثقافي و التراث الموسيقي في تعزيز الحوار بين الشعوب”، بمشاركة عدد من المتدخلين البارزين من المغرب و سلطنة عمان و السويد و البرتغال و لوكسمبورج.

و في هذا السياق، أشارت غيثة الربولي، مديرة بيت الذاكرة (الصويرة)، في تصريح مماثل، إلى أن هذه الندوة تشكل فضاء للتفكير و التبادل حول سبل تثمين التراث اللامادي كوسيلة للحوار بين الثقافات و التقارب بين الشعوب، مبرزة المكانة المركزية للموسيقى كلغة عالمية للتسامح و التعايش.

و إلى جانب البرنامج الفني، تستضيف مدينة الفنون و الثقافة، طيلة أيام المهرجان، معرضا مخصصا للموروث الثقافي المغربي، للباحثة حفيظة الصباحي، التي تكشف من خلاله عن مجموعة من القطع و الأعمال التي تسلط الضوء على أصالة و تنوع الثقافة الوطنية.

و من خلال برنامج غني و متنوع، يؤكد مهرجان كناوة صامبا الدولي، عبر النسخة الحادية عشر، دوره كملتقى للحوار و التلاقح الثقافي، ليحتفي بأصالة التقاليد الكناوية و إنفتاحها على الموسيقى العالمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.