جنوب إفريقيا..الأعمال الفنية، الهدف الجديد للمجرمين

0 118

أضحت الأعمال الفنية في جنوب إفريقيا الهدف الجديد للمجرمين الذين يقومون بعمليات سطو و إقتحام مخطط لها بعناية للإستيلاء على هذه النفائس، بحسب ما نقلته الصحافة المحلية اليوم الإثنين.

و أوضحت غيل بوش، مسؤولة المنتوجات في “إيتو آرت إنشور”، إحدى شركات التأمين التي تشتغل بالقطاع الفني، لصحيفة “بيزنيس تيك”، أن “التأمينات المتخصصة ستلعب دورا حاسما في حماية إرثنا الإبداعي، في مواجهة تصاعد الجرائم المرتبطة بالفن”.

و أكدت أن الوضعية بلغت مستوى يتوجب فيه على الصناعة الفنية الإنتقال من التغطية التفاعلية إلى الذكاء الإستباقي لدرء المخاطر.

و شهدت “برينجل باي” هذه السنة سرقة سبع منحوتات تربو قيمتها عن مليون راند، في ما يبدو أنه عملية مدبرة، بحيث قام اللصوص بتعطيل كاميرات المراقبة و إستهدفوا أعمال فنانين مشهورين من قبيل آنطون سميت ويانكو دي بير.

و ببريتوريا، إختطف مجرمون سيارة على الطريق الوطنية رقم 1، و سرقوا 31 لوحة لفنانين جنوب إفريقيين مرموقين، في فعل إجرامي صدم الأوساط الثقافية.

و لم تسلم المؤسسات الفنية العمومية من السرقة، إذ فقد معرض جوهانسبورغ للفنون على مر السنين أعمالا فنية تقدر قيمتها بمئات الملايين من الراندات بسبب الفساد، و الإهمال، و السرقة.

و في الأسبوع الماضي، تمت سرقة التمثال المخلد لذكرى مذبحة “دانكان فيلاج”، التي وقعت في ظل نظام الميز العنصري سنة 1985، ليتم العثور عليها بعد ذلك على شكل قطع معدنية في محل لبيع الخردة في مدينة “إيست لندن”.

كما تعرضت العديد من النصب التذكارية في المنطقة لأعمال تخريب في الماضي، سيما تمثال ستيف بيكو و تمثال ديزموند توتو.

و تصنف سرقة الأعمال الفنية في جنوب إفريقيا إلى ثلاث فئات، ترتبط أولاها بالسرقات الموجهة، أي تلك التي عادة ما يشارك فيها خبراء ملمون بالمجال الفني، و يستهدفون تحفا معينة لمقتنين محددين، لا يظهر لها أثر إلا بعد سنوات.

و يتعلق الصنف الثاني بالسرقات الإنتهازية (السرقة بالصدفة) التي تحدث أثناء عمليات سطو على منازل أو معارض غير مؤمنة على نحو جيد، يقوم بها لصوص لا يدركون في بعض الأحيان القيمة الحقيقية للمسروق.

أما الفئة الثالثة فتهم السرقة من أجل إعادة تدوير المواد المعدنية للقطع الفنية، بحيث يتم صهر المنحوتات و بيعها كمعدن خام، مما يؤدي إلى طمس الأعمال الفنية.

و أعربت السيدة بوش عن أسفها لكون “هذه الأحداث لا تحرم فقط المؤسسات و جامعي التحف أصولا لا يمكن تعويضها، بل تبدد أيضا ثقة الجمهور”، مؤكدة أن السرقة و الكوارث الطبيعية هي أشد الخسائر تدميرا للعمل الفني.

و حذرت السيدة بوش “من أن بعض القطع لا يمكن ببساطة تعويضها، كما أن فقدان بعض هذه الأعمال يعني ضياع تراث بلادنا”.

و يزداد المشكل سوءا بسبب المستوى العام للجريمة في البلاد، بإعتبارها آفة “لا تزال تشكل أحد التحديات الرئيسية للحياة في جنوب إفريقيا، تتعدى حدود الجغرافيا، و النوع الإجتماعي، و الوضع الإقتصادي”، بحسب هيئة إحصائيات جنوب إفريقيا.

و خلصت السيدة بوش إلى أن البلاد قد تفقد أعمالا فنية و ثقافية لا تقدر بثمن ما لم يتم تشديد الإجراءات الأمنية و توفير تأمين متخصص.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.