لمن المسئولية؟

0 446

     فـي زمـن أصبـح غريبـاً عنـا وأصـبـحـنـا غـريـبـيــن عـنـه وفيـه الوقـت يمضـي بسرعةً كالـبـرق لدرجـة أننـا لـم نعـد نعـرف فـي أي يومـاً نحـن وكلمـا مــر الوقـت أصبحـت الأمـور أكثـر ضجراً وملـلاً ولا أعلم أين السبـب أحـيــانــاً أشعـر أن هناك شيءً مـا يمـوت بداخلنـا بـبطـىء،إنها المسئولية !

      حادث الحوز لم يكن منسيا وكلما سافرت عبر تلك الطريق،كلما قرع طابور الخوف والجزع في مخيلتي، السفر عبر الطريق الوطنية رقم 9 أو بالأحرى ‘طريق الموت‘ عبر حافلات الموت ان صح التعبير فهي لا تستحق أن تندرج ضمن الطرق الوطنية إنها طريق شبه معبدة، للأسف وتمر فيها معظم السيارات والحافلات والشاحنات المسافرة الى الجنوب الشرقي المغربي.إنها منعرجات “تيزي نتيشكا“وبعدها مرورا ب: ورزازات أكذز ،زاكورا لمحاميد…|إلـــــــــــــــــــــــــــــخ. أو العكس عندما تكون مسافرا ألى المدينة الاقتصادية أو غيرها،وأنت تستشهد عبر حافلات لا تتوفر على أبسط آليات الراحة (مكيفات هوائية،مقاعد مريحة…) تاريخها يعود الى تاريخ تأسيس معامل اصطناعها ،ربما إن عدت إلى أصلها فلن تجده مطلقا ، إلا إذا ما تم الاستغناء عن شركتين للنقل الوطني والدولي هناك ، تنطلق من محطة تتوفر على اسم إدارتها وأسماء مكاتبها فقط أما الواقع فهو أمر آخر… أنغام لا تطرب إلا الصم ومشاهد يراه البصير قبل المبصر،حافلات  تنتقل عبر وحدات ووكالات من نقط سوداء لكي تحط الرحال هناك.

      حادثة “تيشكا”في 04 من شهر شتنبر من العام 2012 التي صنفت بين أفجع الحوادث التي يعرفها المغرب، والتي تحدث عنها الإعلام الوطني والدولي كثيرا في ذلك الوقت ،خلفت ضحايا كثيرة وراءها،وخلفت أيتام وأرامل وحطمت حلم طلبة منهم من عانى من أجل للحصول على شهادة الباكلوريا من مدرسة الألم والمعانات أو ما يسمى بلغة الطلبة تذكرة البطالة ليجد نفسه خريج جامعة الأموات ،ومنهم من نزح هارب من زحف معانات العيش ومرارة الحياة نحو الجنة الموعودة لينفض أنفاسه الأخيرة على مثن حافلة سريع الموت وفي قاع منعرجات لا زالت تنادي ،هل من مزيد.

فكيف بحافلة تقل أكثر من عددها أن تمر بسلام في تلك الطريق؟وكيف لحافلة لا تخضع لآليات المراقبة الفعلية أن تكون جاهزة لتمر من تلك الطريق؟والسؤال المحير أكثر:كيف بمواطن أن يركب في حافلة تقل أكثر من عددها؟ويطمئن ويضحك ؟

أيام قليلة وتنتهي العطلة الصيفية ويبدأ التسجيل الفعلي للطلبة في الجامعات.

رسالتي لك ايها الطالب :

-كن حضاريا في  فكرك وابدأ من ذاتك بالتغيير.

-لا تغامر بحياتك وحياة الأخرين.

-ان لم يكن صاحب الحافلة ملتزما بشروط السلامة فالتزم بها أنت أيها المسافر .

-لا تؤجل عمل اليوم الى الغد وتصبح في ازدحام.

       فاحذر أخي الحبيب لأنه في المغرب، ليس مشكلاً أن يتم قطع الطريق السيار  لمدة أسبوعين من أجل تصوير فيلم أمريكي، وليس مشكلاً أن يَقتل القطار المواطنين ما دامت الضحية هي التي لم تنتبه، وليس مشكلاً أن يدهس الترام طفلاً صغيراً في مشهد مأساوي ويبقى مضرجاً في دمائه دون تدخل لساعات، وليس مشكلاً أن تتكدس العاملات الفلاحيات في الشاحنات كالغنم، وليس مشكلاً أن يكتفي دركي ما بعشرين درهما مقابل غضّ الطرف عن حماقة مستعمل طريق، وليس مشكلاً أن يقود أحدهم سيارته وهو لا يتوفر على رخصة سياقة، وليس مشكلاً أن تجد نفسك بدون مقعد في حافلة بعدما أديت تذكرتك كاملة، وليس مشكلاً أن يسرقك لص في حافلة أمام أنظار 
الجميع..وفي الأخير من المسئول؟

أنا وأنت،إذن لنرتقي بمدينتنا وبلدنا ونبدأ بالتغيير من أنفسنا.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.